في ذكرى معاهدة لوزان الـ100على تقسيم كردستان

يستمر الكرد في المطالبة بحقوقهم المشروعة بالعيش في وطنهم الأم كردستان، وأن تكون واحدة غير مجزئة، على الرغم من إجهاض الحلم إثر معاهدة لوزان التي قسمت كردستان لأربعة أجراء.

اقترب الكرد من تحقيق حلمهم بالحصول على وطن خاص بهم كباقي الشعوب في العالم، بعد نهاية الحقبة العثمانية الدموية بنهاية الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد أن نصت معاهدة “سيفر”ألف وتسعمئة وعشرين على حق الكرد في تقرير مصيرهم، حيث قبلت الدولة العثمانية المعاهدة بعد خسارتها في الحرب.

وجاء في الاتفاقية الموقعة بمدينة سيفر الفرنسية، أن الحلفاء اتجهوا لتقليص مساحة الدولة العثمانية وتجريدها من المناطق غير الناطقة باللغة التركية، الأمر الذي أتاح للكرد حسب البندين اثنين وستين وأربعة وستين من الجزء الثالث من الاتفاقية حق تقرير مصيرهم وإنشاء دولة كردية.

الكرد ضحية التفاهمات الدولية

ولكن مع بداية عام ألف وتسعمئة وعشرين حقق القوميون بقيادة مصطفى كمال آتاتورك تقدمًا في ما سميت حرب الاستقلال، ما أعطى أتاتورك دافعًا للتخلص من اتفاقية سيفر والوعود المقدمة للكرد، ورفض إقامة كردستان ومارس سياسة التتريك ضد الكرد لطمس هويتهم ودمجهم في المجتمع التركي.

وبعد ذلك اضطرت الدول الحليفة إلى التراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين بمعاهدة “لوزان” التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران والعراق وسوريا.

المعاهدة لم تتضمن أي شيء يضمن حقوق الكرد

اتفاقية لوزان كان لها العديد من البنود، إلا أنه لم يتم ذكر أي شيء بخصوص الكرد، وتم فقط وضع بعض المواد العامة التي تؤكد على أنه سيتم حماية كل المواطنين في تركيا بغض النظر عن قوميتهم أو ثقافتهم أو جنسيتهم، ليتم بعدها البدء بمرحلة إنكار الهوية الكردية والعمل على إبادتهم ثقافيًّا وجسديًّا، والتي تستمر إلى اليوم.

وقد كانت هذه الاتفاقية بمثابة الإقرار الشرعي بإبقاء الكرد خارج الخريطة السياسة، وتعدّ أخطر اتفاقية أدت إلى تمزيق كردستان.

القائد عبد الله أوجلان: معاهدة لوزان جد مأساوية على حساب الكرد

القائد الكردي عبد الله أوجلان تحدث حول ذلك في المجلد الخامس من “مانفيستو الحضارة الديمقراطية- القضية الكردية”، قائلًا “تبدأ مرحلة جديدة مع التوقيع على معاهدة لوزان وإعلان الجمهورية، إذ يعمل على إنهاء الخلافات المستمرة، مع الإنكليز بصدد الموصل وكركوك من خلال إبرام معاهدة جد مأساوية على حساب الكرد”.

ويضيف “اتفاقية أنقرة المبرمة مع الفرنسيين، وانتهائها على حساب الكرد، إلا أنها لم تبلغ أبعادًا كارثية، حيث ترك فيها جزءًا صغيرًا من كردستان في عهدة فرنسا، إلا إنها تقتضي التوقف عندها بإمعان على صعيد السلبيات الناجمة عنها ضمن واقع الأمة الكردية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى