في رسالة تهدئة مع السعودية..النظام التركي يغلق الملف القضائي لقضية خاشقجي

بعد سنوات من العداء نتيجة استخدام سلطات النظام التركي لورقة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي, ضد السعودية؛ تعود أنقرة لمحاولة استرضاء الرياض عبر طي الملف القضائي للقضية, الأمر الذي يؤكد خسارة أردوغان لورقة جديدة في سياساته الإقليمية القائمة على اختلاق الأزمات.

طلب المدعي العام التركي الخميس تعليق محاكمة غيابية تشمل 26 سعوديا مشتبها بهم في قتل الصحافي جمال خاشقجي وإحالة القضية إلى السلطات السعودية، في خطوة قال مراقبون إن هدفها توجيه رسالة تهدئة إلى القيادة السعودية من أجل كسر حالة اللامبالاة التي تعاملت بها مع دعوات أردوغان إلى تطوير التعاون الثنائي ورغبته الملحة في زيارة الرياض دون أن يلقى أيّ رد.

ويقول مراقبون إن أنقرة وجدت أنها لم تستفد من استثمار ورقة خاشقجي في الضغط على السعودية لتحصيل استثمارات أو دعم مالي مهمّ حين كانت القيادة السعودية تحت الضغط، وأن الوقت قد فات لتحقيق ذلك، ولأجل هذا مرت إلى استعمال قضية خاشقجي كمدخل لاسترضاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإغلاق القضية وترك أمرها إلى القضاء السعودي.

وتسببت عملية قتل خاشقجي في توتير العلاقات بين البلدين. وكان أردوغان قد اعتبر حينها أن الأمر بالاغتيال جاء من “أعلى مستويات الحكومة السعودية”، وأدى ذلك التصعيد إلى مقاطعة سعودية غير رسمية للبضائع التركية الأمر الذي نتج عنه تراجع صادرات أنقرة إلى المملكة بنسبة 90 في المئة.

وتركيا التي تعاني أزمة اقتصادية جديدة وتبحث عن استثمارات أجنبية ومبادلات تجارية، مدت يدها إلى منافسين إقليميين منهم السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل.

ويقول المراقبون إن السعودية ترفض إلى الآن إعطاء أي إشارة عن قبولها بتجاوز مرحلة البرود بين البلدين، وإن الأمر لا يقف فقط عند قضية خاشقجي، فتركيا تحركت على مستوى إقليمي بشكل أساء إلى السعودية ودورها.

ولا ينسى السعوديون أبدا كيف تعاملت أنقرة مع قضية خاشقجي وحجم العداء الذي أظهره المسؤولون الأتراك ووسائل الإعلام التركية ضد بلادهم، وتمسك أردوغان بقيادة هذه الحملة، حيث تعهد بأن بلاده لن تتخلى عن متابعة قضية خاشقجي.

جدير بالذكر أن النظام التركي حاول اللعب على العديد من الأوراق في المنطقة؛ ومنها القضية الفلسطينية, التي طالما تغنى بها, ثم ما لبث أن استدار نحو إسرائيل واستمر في نسج علاقات اقتصادية واسعة النطاق معها.

كما يستمر أردوغان في اللعب على الخيوط في كلٍّ من سوريا والعراق وليبيا إضافة إلى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان, ومؤخرا تدخله في الأزمة الأوكرانية, الأمر الذي جرَّ عليه عداء الكثير من الأطراف في المنطقة والعالم ووضعه في زاوية ضيقة يحاول الخلاص منها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى