في مئوية لوزان..دولة الاحتلال التركي تتطلع إلى لوزان ثانية

تحنّ دولة الاحتلال التركي للعودة إلى الماضي وإيقاظ أحلامها الدفينة، وتتطلع بعد عام 2023 إلى لوزان ثانية تكون فيها مهيمنة على منطقة الشرق الأوسط لاستعباد شعوبها ونهب خيراتها، وظهر هذا جلياً في خطاب الفاشي أردوغان عندما قال “الموصل وكركوك وحلب أراضٍ تركية”.

انهالت المصائب بالجملة على الشعب الكردي مع وضع الحرب العالمية الأولى أوزارها، حيث تقاطعت مصالح القوى العالمية والإقليمية لنهب وسرقة وتجزئة كردستان، من اتفاقية سايكس بيكو 1916، إلى المعاهدة التي وُقُعت 1920 في مدينة سيفر الفرنسية، وصولاً إلى اتفاقية القاهرة 1921، وانتهاءً بمعاهدة لوزان 1923.

ضاعت جغرافية كردستان التي تبلغ مساحتها 550 ألف كم2، ويتجاوز عدد سكانها 40 مليون نسمة، بين مخالب (تركيا، وسوريا، والعراق، وإيران) في اتفاقات مجحفة، هُمّشت فيها حقوق الشعب الكردي.

بعد معاهدة لوزان في 24 تموز عام 1923, شُيّدت الحدود التركية في 29 تشرين الأول، وتسابقت بريطانيا قبل الجميع في الاعتراف بها، بعد رضوخ أتاتورك لمطالب بريطانيا في التنازل عن كركوك والموصل.

ورُسمت الحدود بين تركيا والعراق، بعدما أُبرمت اتفاقية الموصل 1926، وأبقت بريطانيا مناطق كركوك والموصل تحت سيطرتها، وفصلت بذلك جنوب وشمال كردستان عن الوطن الأم، وتعهد الجانبان بأن الحدود نهائية ولا يمكن تغييرها.

ووقّعت إيران والعراق عام 1937 أول معاهدة لترسيم الحدود، في قصر سعد آباد بالعاصمة الإيرانية طهران، حيث كان البريطانيون قد خططوا للحدود العراقية عام 1911 أثناء انتدابها.

مارست بريطانيا وفرنسا سياسة الشد والجذب ضد الكرد، في تأليبهم واستثمارهم لدفع الجهات المسيطرة إلى تقديم تنازلات، قامت بريطانيا بإنهاء ثورة الشيخ محمود البرزنجي وبذلك دخل الكرد في نفق مظلم، حيث وُضع قرار إبادتهم حيز التنفيذ.

وبعد تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء وانطلاق المقاومات في شمال وجنوب وشرق كردستان، وضعت الدول المحتلة الأربعة خلافاتها جانباً وشكلت آليات ثنائية وثلاثية ورباعية، وتبادلت المعلومات الأمنية والاستخباراتية في محاولة لإبادة الكرد.

منذ توقيع اتفاقية لوزان والشعب الكردي يناضل ويقاوم هذه القرارات المجحفة بحقه والسياسات الهادفة لإبادته دون كلل أو ملل.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الكرد إلى ترتيب بيتهم ولم شملهم، وتشكيل مرجعية سياسية قادرة على قيادة المرحلة سياسياً وعسكرياً، كي لا يصطدموا بجدار لوزان ثانية، يشرعن الحزب الديمقراطي الكردستاني الاحتلال التركي لكردستان ويقاتل إلى جانبه من أجل إبادة الكرد.

واليوم مع مئوية معاهدة لوزان، تتطلع دولة الاحتلال التركي لأن تكون المهيمنة على الشرق الأوسط من أجل استعباد شعوب المنطقة ونهب خيراتها كما كانت تفعل الامبراطورية العثمانية البائدة.

بعد معاهدة لوزان.. الاتفاقيات والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي

  • مجزرة زيلان:

وقعت عام 1930 في شمال كردستان، استشهد فيها أكثر من 47 ألف كردي على يد الفاشية التركية.

  • مجزرة ديرسم:

وقعت بين عامي 1937 و1939 في منطقة ديرسم بشمال كردستان، استشهد فيها أكثر من 70 ألف كردي.

  • مجازر الأنفال:

وقعت عام 1988 في جنوب كردستان، وارتكبها نظام صدام حسين البعثي العراقي، استشهد خلالها آلاف الكرد وتهجير مليون كردي .

  • مجزرة حلبجة:

وقعت عام 1988 في مدينة حلبجة بجنوب كردستان واستخدم فيها النظام البعثي العراقي الأسلحة الكيماوية ما أدى لاستشهاد 5500 كردي وإصابة نحو 10 آلاف آخرين .

  • إبادة شنكال:

ارتكبها مرتزقة داعش في آب 2014 في قضاء شنكال بجنوب كردستان، تسببت باستشهاد أكثر من 5 آلاف شخص واختطاف ما يزيد عن 6 آلاف امرأة وطفل لا يزال مصير العديد منهم مجهولاً.

  • مجزرة قامشلو:

ارتكبها النظام البعثي في سوريا ووقعت عام 2004، استشهد فيها نحو 38 كردياً واعتقل الآلاف منهم.

  • مجزرة كوباني:

وقعت في 25 حزيران عام 2015 وارتكبها مرتزقة داعش، واستشهد فيها نحو 283 شخصاً.

اتفاق إيران وروسيا للقضاء على جمهورية مهاباد:

في 26 آذار 1946 وعد السوفييت الحكومة الإيرانية بانسحابهم من شمال غرب إيران من أجل فتح الطريق للقضاء على جمهورية مهاباد.

  • الحزام العربي:

في عام 1974 طبق نظام حزب البعث السوري مشروع الحزام العربي للاستيلاء على أراض الكرد على طول الحدود المصطنعة بين سوريا وتركيا.

  • اتفاق حزب البعث العراقي مع الفاشية التركية:

وقع الاتفاق عام 1982 وبموجبه فتح العراق الطريق أمام جيش الاحتلال التركي للهجوم على حزب العمال الكردستاني في جبال جنوب كردستان.

  • اتفاقية أضنة الأمنية:

وقعت الاتفاقية بين حزب البعث السوري والفاشية التركية في تشرين الأول عام 1998 واستهدفت الشعب الكردي وبموجبها تم فتح الطريق أمام الاحتلال التركي لقتل الكرد داخل أراضيهم في سوريا.

  • اتفاقات المقايضة بين روسيا وأمريكا والاحتلال التركي:

في عام 2018 فتحت روسيا الطريق الأمام الاحتلال التركي لغزو عفرين واحتلالها بناء على اتفاق مقايضة أجراها الطرفان على حساب الشعب الكردي، تسببت الاتفاقية باستشهاد مئات الكرد وإصابة الآلاف وتهجير 400 ألف نسمة من أرضه.

في عام 2019، شن الاحتلال التركي الهجوم على كري سبي وسريه كانيه، ما أدى لتهجير 200 ألف نسمة واستشهاد المئات وإصابة الآلاف.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى