في محاولة لكسر عزلته.. أردوغان يهادن ثانية ويدعي مواصلة التقارب مع كل الأطراف

خفف اردوغان من لهجته التصعيدية تجاه الدول الأوروبية، قبل يوم من انعقاد قمة الزعماء الأوروبيين، زاعما أن تدخل بلاده في سوريا وليبيا أعاد إليهما الاستقرار رغم التحقيقات الدولية التي تؤكد وتدين ارتكاب جيشه ومرتزقته جرائم حرب في كلا البلدين.

في محاولة منه لكسر عزلة بلاده في ظل حكم نظامه الذي خلق توترات وصعّدها في العديد من دول المنطقة، خفف رئيس النظام التركي أردوغان من لهجته التصعيدية تجاه مختلف الأطراف والدول، عقب شهور من المجاهرة بالتصعيد، تارة تجاه أوروبا وأخرى تجاه الولايات المتحدة والدول العربية.

وفي كلمة له خلال المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قال أردوغان “سنواصل صياغة علاقاتنا مع جميع الدول بدءا من أميركا وحتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي”.

على وقع التهجير القسري وجرائم الحرب.. أردوغان يزعم مواصلة جهوده في سوريا حتى يديرها أبناؤها

وفيما يتعلق بسوريا زعم أردوغان أنه “سيواصل جهوده حتى تصبح بلدا يديره أبناؤه”، الأمر الذي يثير تساؤلات عن أي أبناء بلاد يتحدث أردوغان، وهو الذي شرد وهجر مئات الآلاف من سكان الشمال السوري المحتل من قبل جيشه ومرتزقته، ومن بقي منهم في دياره في ظل الاحتلال معرضون للترهيب والقتل والتطهير العرقي ، بشهادة المنظمات ولجان التحقيق الدولية.

بينما يغذي الحرب بمرتزقته.. أردوغان يدعي أنه بفضل تركيا أصبحت ليبيا قادرة على التطلع للمستقبل

وفي معرض حديثه عن علاقات تركيا الخارجية، ادعى أردوغان أنه وبفضل الدعم الذي قدمته بلاده لليبيا، أصبح هذا البلد قادرا من جديد على التطلع للمستقبل، متجاهلا مئات التقارير والشهادات الدولية حول إرساله آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، الأمر الذي تسبب بتصعيد المواجهات في ذلك البلد العربي.

أردوغان يسعى لتحسين العلاقات مع أوروبا عبر البوابة الألمانية قبل قمة زعمائها

أوروبياً يعول أردوغان على دور ألمانيا كوسيط لإعادة علاقات بلاده مع بقية دول القارة العجوز، عقب سنوات من ابتزازها باللاجئين والجماعات المتطرفة، فضلا عن التوترات التي خلقها النظام التركي في بحر المتوسط، والتصعيد ضد قبرص واليونان.

ويرى أردوغان في برلين بوابة لإنهاء الخلافات مع الجانب الأوروبي، ويتطلع أن تدفع ألمانيا نحو تفعيل العلاقات الايجابية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في قمة زعماء الاتحاد يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من آذار الجاري، فيما كان العديد من القادة الأوروبيين قد صرحوا خلال الأيام الماضية بأن رسائل أنقرة للقمة المنتظرة غير إيجابية، والتي ترافقت مع مساعي إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، وانسحاب الحكومة التركية من اتفاقية إسطنبول لمناهضة العنف ضد المرأة قبل أيام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى