قامشلو..ناجون من التفجير: لا مكان للدمار والخراب أمام مسيرة الإدارة الذاتية في البناء والاستقرار

ومن مجزرتي تل حاصل وتل عران؛ تكاد أوجاع الشعب الكردي لا تغيب عن روزنامة الأحداث في المنطقة؛ إذ يصادف اليوم أيضا ذكرى التفجير الأليم الذي ضرب مدينة قامشلو حيث السواد التام، والغبار الممزوج بالدخان الكثيف؛ الذي غطى ملامح قامشلو الجميلة بشعوبها وأطيافها؛ هذه المشاهد الأليمة لا تُمحى من ذاكرة من نجا من جحيم ذلك التفجير.

بعد الخسائر التي منيَّ بها مرتزقة داعش واقتراب القضاء عليه في مناطق شمال وشرق سوريا على يد قوات سوريا الديمقرطية في عام ألفين وستة عشر أرسل داعش شاحنة الموت التي فجرها انتحاري مرتزق من داعش في الحي الغربي بمدينة قامشلو لتحدث دماراً هائلاً بالحي ووقوع شهداء وجرحى مدنيين.

يتحدث بغصة عن تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم قائلا استيقظت في الصباح الباكر متوجهاً إلى عملي، “كنت واقفاً وراء الطاولة، وفجأة تحول كُل شيء أمام أعيني إلى سواد، ونتيجة الضغط القوي للتفجير شعرت أن صاعقة كهربائية ضربت جسدي، وقعت على إثرها أرضاً”.

لحظة الانفجار فقد فرحان سمعه وسالت الدماء من كلتا أذنيه، الشظايا انتشرت في رأسه، حتى جاء جيرانه لينقذوه من تحت الأنقاض وينقلوه إلى المشفى ، وينوه فرحان أنه لوهلة شاهد ضحايا ملقون على الأرض وسط الشارع أجسادهم متفحمة بالكامل.

كما لفت فرحان بأنه في وقت كانت الإدارة تتطور وتخدم المنطقة وبنفس الوقت كان مرتزقة داعش يتلقون الهزائم من قبل قوات سوريا الديمقراطية قاموا بهذا الفعل الجبان لضرب الأمن والاستقرار الذي وفرته الإدارة الذاتية .

عبد الله قجو هو الآخر نجا من الانفجار يسرد ما حصل معه في ذلك اليوم ويقول فتحت المحل، وجلست أمامه لعشر دقائق وفي الساعة التاسعة واثنتين وعشرين دقيقة حصل التفجير حيث فقدت سمعي وتحول جسدي إلى كتلة من الشظايا ، ويضاف: “لم أر سوى الدماء على جسدي؛ نقلوني إلى المشفى حيث كانت تعج بالمصابين والشهداء.

واليوم من تحت الركام عاد مكان التفجير الظلامي كسابق عهده بحلة جديدة يبعث رسالة لكل المتربصين بالمنطقة بأن لا مكان للخراب والدمار مهما تعددت الوسائل والمخططات المعادية لمشروع الشعوب مشروع الإدارة الذاتية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى