قفزة 15 آب مصدر إلهام شعب روج آفا في ثورة 19 تموز 2012

إن ثورة 19 تموز عام 2012 في روج آفا، انطلقت في فترة كان الشعب الكردي يحيي فيها ذكرى مقاومة سجن آمد المصادفة لـ 14 من تموز، والتي كانت الدافع وراء انطلاق قفزة 15 آب المجيدة عام 1984 عندما أطلق الشهيد عكيد أول رصاصة ضد جيش الاحتلال التركي معلناً بذلك بداية مرحلة جديدة في تاريخ النضال الكردي ضد الاحتلالات والأنظمة المتسلطة.

في روج آفا حيث كان القائد عبد الله أوجلان قد أمضى فيها قرابة عشرين عاماً، كان الشعب الكردي قريباً جداً من مناضلي حركة حرية كردستان، ويتلقى التدريبات في ذات الوقت على يد القائد. هذا الشعب كان يتّقد حماساً منذ قفزة 15 آب وقدم خيرة أبنائه على درب الحرية، وعندما بدأ بثورته في 19 تموز فأن مصدر إلهامهم كانت قفزة الـ 15 من آب عام ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين.

فالعديد من القادة المناضلين الذين شاركوا في الكفاح المسلح ضد الاحتلال بعد قفزة 15 عادوا إلى روج آفا للمشاركة في الثورة وقيادتها، من أمثال الشهيد خبات ديرك، ونقلوا تجربتهم العملية إلى ثوار روج آفا، وأصبحت قفزة 15 آب مصدر الالهام بالنسبة لشعب روج آفا في ثورته.

ثورة روج آفا أيضاً تكسر حاجز الخوف وتؤسس نظاماً ديمقراطياً متكاملاً

إن قفزة 15 آب كسرت حاجز الخوف لدى الشعب الكردي بوجه المحتل، ومثلها فعلت ثورة روج آفا التي استندت إلى ميراث نضال القائد عبد الله أوجلان، وانطلقت نحو تأسيس نظام ديمقراطي متكامل، فبدأ الشعب بتحرير مناطقه، وأسس قواته العسكرية متمثلةً بوحدات حماية الشعب والمرأة ولاحقاً قوات سوريا الديمقراطية، كما شكل قوى الأمن الداخلي والحماية الجوهرية والدفاع الذاتي.

ولم يقتصر التنظيم والبناء على الجانب العسكري، بل فتح الطريق أمام التعددية السياسية، وإنشاء المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية وإداراتها وتوعية الشعب عبرها.

ثورة روج آفا أصبحت أملاً لشعوب المنطقة للخلاص من الظلم والتبعية والتفرقة

إن النضال الذي خاضته القوات العسكرية في روج آفا وبدعم من قوات الكريلا بالاستناد إلى روح قفزة 15 آب، استطاع تخليص المنطقة من خطر مرتزقة داعش، وهجمات الإبادة التي يشنها الاحتلال التركي، وبذلك فتح الطريق أمام شعوب المنطقة للتخلص من الظلم والتفرقة والتبعية، والتأسيس لنظام ديمقراطي يتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية. فالعربي والسرياني قبل الكردي يؤكدون فضل قفزة 15 آب في وصولهم إلى ما هم عليه الآن من حرية وديمقراطية.

الثورة التي تستند إلى روح قفزة 15 آب قادرة على الوقوف بوجه هجمات الإبادة التي يشنها الاحتلال التركي

إن ثورة شمال وشرق سوريا تتخذ من الأمة الديمقراطية أساساً لها، وأحد أعمدة هذه الفلسفة هو الدفاع والحماية الذاتية من أجل الحفاظ على صفات المجتمع الأخلاقية والسياسية، فإذا فقد المجتمع دفاعه الذاتي يصبح عاجزاً عن حماية نفسه وبالتالي يفقد صفاته هذه.

وبما أن هذه الثورة تستقي الإلهام من قفزة الـ 15 من آب التي تتجسد في المقاومة البطولية التي تخوضها قوات الكريلا بوجه الفاشية التركية التي تشن الهجمات على مناطق الدفاع المشروع منذ نيسان العام الجاري. فأن تحرك شعوب شمال وشرق سوريا وقواته العسكرية وفق حساسية المرحلة وبروح قفزة

15 آب سيكون كفيلاً بإفشال هجمات الاحتلال التركي على المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى