قوات الحكومة تتحضر لفرض سيطرتها على “طفس” وترحيل المسلحين إلى المناطق المحتلة تركيّا

كشفت تقارير إعلامية عن تحضيرات لقوات الحكومة السورية، لإعادة سيناريو فرض سيطرتها الأمنية على مدينة طفس في درعا، على غرار المدن الأخرى التي دخلت في تسويات ومصالحات مع الحكومة عام ألفين وثمانية عشر، بوساطة روسية، والتي تقضي بترحيل المسلحين المحليين إلى الشمال السوري المحتل من قبل تركيا.

على غرار بقية مناطق الجنوب السوري، كالكرك والصنمين، تتبع قوات الحكومة السورية سياسة فرض سيطرتها أمنيا على مدن وبلدات درعا، التي دخلت في تسويات أو ما سمي بـ “مصالحات” بوساطة روسية قبل نحو ثلاث سنوات، خرج بموجبها المسلحون الرافضون لهذه المصالحات مع عائلاتهم، ليتم توطينهم في الشمال السوري المحتل من قبل تركيا، فيما بقي عناصر المصالحات مع أسلحتهم الخفيفة داخل مدنهم وبلداتهم.

سيناريو التهجيرالجديد هذا تعيده قوات الحكومة السورية مؤخرا، في مدينة طفس التابعة لدرعا، وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث شهدت المدينة قبل أيام اشتباكات بيت القوات الحكومية، ومسلحي المصالحات، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، في مخطط من شأنه أن تعيد السلطة الأمنية لما كانت عليه الأوضاع سابقا، أي ما قبل ألفين وأحد عشر .

ويختلف “سيناريو التهجير” الحالي في درعا، عن سابقاته، لجهة أن تنفيذ بنوده يتم بهدوء وتدريجياً، ورغم أن محطته الأخيرة هي مدينة طفس، إلا أن عدة مناطق كانت قد سبقتها بذلك، على رأسها مدينة الصنمين، وإلى الجنوب منها منطقة “الكرك الشرقي”. .

وشهدت مدينة طفس في اليومين الماضيين استقدام تعزيزات عسكرية “ضخمة” من قوات “الفرقة الرابعة” التابعة للحكومة السورية بغرض اقتحامها، ونقل المرصد عن مصادره أن القوات الحكومية اشترطت على وجهاء وأعضاء في اللجان المحلية بدرعا خلال اجتماع جمع الجانبين بوساطة روسية، اشترطت تسليم من سماهم بـ “المطلوبين” لترحيلهم إلى الشمال السوري، والكشف عن السلاح الثقيل وتسليمه وكذلك إخلاء جميع مقرات المؤسسات العامة في مدينة طفس، وتسليمها بشكل كامل، في مهلة تنتهي الخميس المقبل.

ومنذ ألفين وثمانية عشر وعقب اتفاق “التسوية”، انضم المئات من مسلحي مجموعات المعارضة، إلى صفوف القوات الحكومية، حيث توزعوا حينها على العديد من التشكيلات العسكرية، في حين امتنع بعض المسلحين ، مع احتفاظهم بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، فيما تم ترحيل الرافضين للتسوية مع عائلاتهم إلى الشمال السوري بوساطة روسية، والذين أصبحوا أداة الآن بيد الاحتلال التركي، يستخدمهم لتنفيذ أجنداته الاحتلالية في سوريا وغيرها من الدول الإقليمية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى