رئيس إسرائيل يزور تركيا.. العلاقات على مسار إعادة الزخم

على ظهر القضية الفلسطينية وبحجة دفاعها عنهم وقضتيتهم ومستفيدتاً من التقارب الإسرائيلي العربي، دخلت تركيا إلى خط تحسين العلاقات الاستراتيجية بينها وبين إسرائيل، خافيتاً وراءها الكثير من الأهداف والمخططات وأبرزها إنهاء العزلة والإقليمية التي وقعت في الآونة الأخيرة بسبب تقربها الكبير من الدب الروسي ودخولها في أزمة اقتصادية وسياسية داخلية خانقة، كما إنها تسعى لأن تكون الممر الأول لتصدير النفط إلى دول الاتحاد الأوربي.

بعد مقتل عشرة مدنيين أتراك خلال مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متّجهة إلى قطاع غزة في العام 2010 وتبادلا طرد سفرائهما في عام 2018، وظلت العلاقات متوترة بين الطرفين منذ ذاك الحين، لكن أنقرة عملت في الآونة الأخيرة على تحسين علاقاتها مع إسرائيل ضمن حملة للتقارب أطلقتها في عام 2020.

زيارة هرتسوغ لتركيا سبقتها جهود ومساعي تركية كبيرة لتحسين علاقاتها مع إسرائيل

وجرى أولى بوادر التقارب التركي الإسرائيلي عند قيام السلطات التركية بإطلاق سراح زوجين إسرائيليين احتجزا في تركيا لمدة أسبوع للاشتباه في قيامهما بالتجسس، وفي نوفمبر تحدث أردوغان هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو أول اتصال من نوعه بين رئيس وزراء إسرائيلي وأردوغان منذ 2013.

ولم يكن هذا فقط أول مؤشرات عودة العلاقات بين البلدين ففي نهاية نوفمبر من العام الماضي جدد أردوغان رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع إسرائيل ومصر رداً على سؤال صحفي عن العلاقات مع القاهرة وتل أبيب.

وفي الثامن عشر من شباط المنصرم عقد مسؤولان تركيان رفيعا المستوى اجتماعات في القدس تمهيداً لزيارة نادرة للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى تركيا.

من ماذا استفادت تركيا لتقوية جبهتها الرامية لإعادة العلاقات مع إسرائيل

وعملت تركيا على استغلال التقارب العربي الإسرائيلي لإعادة علاقتها حيث وقعت إسرائيل في 15 أيلول/سبتمبر 2021 في واشنطن اتّفاق إقامة علاقات مع كل من الإمارات والبحرين برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وأعادت تركيا علاقاتها مع الأمارات بعد أن كانت حليفة للقطر ضد دول التعاون الخليجي وسرعان ما تحولت إلى مصر بعد أن تمكنت من كسب الود الإماراتي والسعودية بعد أزمة مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي وتحول أنقرة إلى مركز لقيادة حركة إخوان المسلمين.

كيف ينظر الخبراء إلى هذا التقارب وماذا تحاول تركيا تحصيله

الخبير في الشؤون التركية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بشير عبد الفتاح، أوضح أن أنقرة تسعى لإنهاء العزلة الاستراتيجية والإقليمية التي وقعت في الآونة الأخيرة، حيث إن القطيعة مع إسرائيل كلفت الكثير؛ لسببين أولهما أن تل أبيب هي جسر ما بين أنقرة والعالم الغربي وتحديداً الولايات المتحدة.

الأمر الثاني بحسب خبير الشؤون التركية أن هناك تعاوناً تجارياً واستخباراتياً وعسكرياً ما بين تركيا وإسرائيل وعلى المستوى العسكري هناك صناعات دفاعية تركية تحتاج لتكنولوجيا ودعم تقني إسرائيلي كما أن الجانب التركي يتطلع إلى إعادة الزخم للصناعات الحربية التركية التي تستفيد من التكنولوجيا الإسرائيلية بوساطة أميركية.

لماذا سيناقش الطرفان الأزمة الأوكرانية

وأوضح خبير الشؤون التركية في مركز الأهرام، أنه من المؤكد أن القضية الأوكرانية ستكون على طاولة المباحثات خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا لأن كلا الجانبين متأثر بشدة إذ إن تركيا تعتمد على روسيا في الحصول على الكثير من احتياجاتها من الغاز، بخلاف الملفات الأخرى من تعاون عسكري واقتصادي، لذلك يحاول الطرفين إيجاد فرصة لتقريب المسافات ما بين كييف وموسكو، حيث أكدت تركيا أنها لن تعيد الأخطاء التي وقعت فيها جراء العقوبات على إيران وستستمر في تجارتها مع موسكو.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى