لايزال الغموض يلف قضية تهريب لوحات الفسيفساء من موقع النبي هوري في عفرين

أثار نشر بعض الصورالتي تشير إلى تهريب السلطات التركية ومرتزقتها لوحات الفسيفساء العائدة لموقع النبي هوري في عفرين موجة من التعليقات الغاضبة التي طالبت الجهات والمنظمات الدولية المعنية بالعمل على حمايتها ومنع بيعها

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق صورة تُظهر مرتزق يدعى “محمد أسعد علوش” من محافظة إدلب إلى جانب قطع أثرية ولوحات فسيفسائية نهبت من موقع “النبي – هوري” الأثري التابع لناحية “شرا”في عفرين المحتلة حيث لاقت تلك الصور غضبا كبيرا وانتشارا واسعا وتساؤلات عدة حول مصير تلك اللوحات الأثرية,

وأثار نشر تلك الصور موجة من التعليقات الغاضبة في البلاد، خاصة أن المنشور يشكل نوعا من “الجريمة المعلنة” إذ أنه يتضمن صور اللوحات الأثرية، بينما تعليقاته على المنشور تظهر الخفة في التعاطي مع الأمر، كما تشير إلى النية في بيع اللوحات (إن لم تكن قد بيعت فعلا).
كل ما نُشر احتجاجا على المنشور كان يؤكد أن الموقع الذي سرقت منه اللوحات هو موقع “سيروس” أو النبي هوري، حسب التسمية الشائعة،وهو من أكبرالمواقع الكلاسيكية في الشمال السوري وقريب من الحدود التركية ما يعطي أريحية في العمل التخريبي للسلطات التركية والمرتزقة الموالين لها ،
المهتم بشؤون الآثار صلاح سينو والذي يعمل على توثيق الانتهاكات بحق الآثار في المنطقة، كان يلاحق القصة التي ازدادت غموضا بعد حذف المنشور، وكان قد تابع قراءة التعليقات على الصور المنشورة والتي أظهرت أن الموقع هو فعلا “النبي هوري”
مصير تلك اللوحات، يمكن تلمسه من العبارة التي كتبها صاحب المنشور فوق الصور وتقول: “متحف العاصمة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية” (وهي ترجمة آلية للنص الأصلي الذي كتبه بالإنكليزية ويذكر فيه: “متحف الميتروبوليتان في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية” وهو ما تمت ترجمته آليا بكلمة “العاصمة نيويورك”)

ورغم عدم وجود أدلة واضحة على أن اللوحات قد تم تهريبها خارج البلاد، إلا أن الصور تشير إلى وجود نية في ذلك، عبر تاجر يبيع اللوحات والآثار إلى الميتروبوليتان، ويقول سينو إنه “حتى لو كانت لم تخرج بعد، فإنه من الضروري توجيه النداء ومطالبة الجهات والمنظمات الدولية كافة بالعمل على حمايتها ومنع بيعها” بدوره أكد مدير عام الآثار والمتاحف التابعة للنظام محمود حمود أن المديرية أصدرت بيانا بالوثائق يبين “انتهاكات السلطات التركية في منطقة عفرين”، حيث تقوم بالاعتداء على المواقع والتلال الأثرية بالـ”تركسات” والآلات الثقيلة لنهب الكنوز الأثرية, كل ذلك يتم بإشراف من الجيش التركي ومخابراته وبالتعاون مع عملائه الذين قدموا خاصة من إدلب وعددهم بالمئات في سبيل تنقيب المواقع الأثرية ونهب كنوزها”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى