لمحة عن حياة القامة الموسيقية للفن الكردي الفنان محمد شيخو

يصادف اليوم الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الفنان محمد شيخو أحد القامات العريقة للفن الكردي والذي سلّط الضوء من خلال أغانيه على ما يتعرض له أبناء الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان من اضطهاد من قبل السلاطين الحاكمين لها.

ولد الفنان الكردي محمد شيخو في قرية خجوكي جنوب غرب مدينة قامشلو عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين ، درس الابتدائية في القرية، والإعدادية في مدينة قامشلو،”حاز الراحل محمد شيخو على ريشة ذهبية (قلم) بعد تفوقه على مستوى المدرسة”.

أبدع الراحل نمطه الخاص به على المقام الموسيقي الشرقي ” البيات” حيث سجل أغلب أغانيه من خلاله كما أنه لعشقه لصوت البزق أنفرد بهذه الآلة في أغانية ليشكل أسلوبه السهل الممتنع في شكله وإحساسه.

خاطب محمد شيخو خلال أغانيه كافة الفئات العمرية واستطاع أن ينفخ في نفوس سامعيه روح الثورة والنضال لتشكل أغانية المتداولة على كل الشفاه عناوين الكفاح لل سمو بالأغنية الكردية.

قضى حياته بين الحِلّ والترحال، متنقلاً ونازحاً وهارباً من الملاحقة الأمنية، حيث توجه إلى بيروت عام سبعين وتسعمئة وألف ، وبقي فيها حوالي أربعة أعوام , أحيا فيها العديد من الحفلات والأمسيات الغنائية، وتعرّف خلالها على عدد من أشهر الفنانين العرب، منهم فيروز ووديع الصافي وسميرة توفيق.

بعدها عاد إلى سوريا وسجّل أول ألبوماته في العاصمة دمشق، الذي تسبب بتعرضه للملاحقة من قبل النظام .

انتقل إثر ذلك إلى جنوب كردستان ثم إلى مهاباد شرق كردستان وهناك طالبته السلطات الإيرانية بالكف عن الغناء، أيضا للمعاني القومية , وتم نفيه إلى مدينة بالقرب من بحر قزوين على حدود أذربيجان، فتعلّم اللغة الفارسية هناك.

وهناك قام محمد شيخو بتدريس اللغة العربية في إحدى المدارس الثانوية، ثم تعرف على نسرين التي تزوجها فيما بعد

وبعد عودته إلى سوريا، افتتح محمد شيخو عام 1987 استوديو باسم “تسجيلات فلك” في قامشلو ، ولم تمر عدة أشهر حتى تم إغلاقه بالشمع الأحمر، ثم اعتقل مع شقيقه بهاء شيخو من قبل أجهزة أمن الدولة .

وفي 6 آذار عام 1989 أصيب محمد شيخو بنوبة قلبية عقب خروجه من سجون النظام البعثي، وأُسعف إلى المشفى الوطني في مدينة قامشلو، وعلى إثرها فارق الحياة في صبيحة 9 من آذار، تاركاً خلفه إرثاً فنياً في نحو 120 أغنية.

وفي عام 2011 وعقب انطلاق ثورة روج آفا، وتخليداً لذكرى محمد شيخو افتتح أهالي المدينة مركزاً ثقافياً باسمه، تنظم 6 فرق موسيقية وغنائية وراقصة نفسها ضمنه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى