ليبيا .. 11 عاماً على مقتل القذافي .. الصراع مستمر بفعل التدخلات الخارجية

بعد أحد عاماً من الإطاحة بمعمر القذافي، تعيش ليبيا واقعاً مأساوياً وصراعات مسلحة داخلية غذتها الأطراف المتدخلة بنشرها للإرهاب والمرتزقة داخل البلاد في الاحتلال التركي، بينما تؤكد أوساط سياسية أنه في حال استمرار تجاهل الملف الليبي فإن البلاد ذاهبة نحو التقسيم، وبالتالي فإن الأمن القومي للدول المجاورة ستكون في خطر كبير.

بعد أكثر من أحد عشر عاماً على الإطحة بالرئيس الليبي معمر القذافي على يد حلف شمال الأطلسي، تعيش البلاد شبح التقسيم والإرهاب والتطرف، وسط مخاوف من تحول ليبيا إلى بؤرة لتنمية الارتزاق والتطرف والارهاب وانتشاره للدول المجاورة بفعل التدخلات الخارجية وخاصة التركية التي أطالت عمر الأزمة وأرسلت عشرات الآلاف من المرتزقة لقتل الشعب الليبي واستغلال هذا الوضع لفرض اتفاقات غير شرعية على حكومات ليبية المتعاقبة منذ سقوط القذافي.

“عبر السلاح والمرتزقة”.. الاحتلال التركي من أكثر الأطراف التي فاقمت الأزمة

ما أن بدأت الأزمة الليبية حتى تدخل الاحتلال التركي في الصراع واتخذها موطئ قدم للتوسع في إفريقيا لتحقيق أطماعه الاستعمارية وساهم الاحتلال التركي في تقسيم ليبيا وجعلها مناطق صراع مختلفة وأرسل الارهابيين والمرتزقة إليها للاستيلاء على ثروات الليبيين .. كما أجهض الاحتلال التركي جميع المبادرات والحلول للأزمة وأغرق البلاد بالأسلحة في وقت كان العالم يحذر من إرسال إي مسلح أو قطعة سلاح لهذه البلاد لتحقيق الحل السياسي فيها.

الأوضاع في ليبيا تشكل خطراً على الأمن القومي للدول المجاورة .. وثروات الليبيين في خطر

وتشدد أوساط سياسية أن ما تعيشه ليبيا اليوم من صراع بين جماعات مسلحة مع وفوضى انتشار السلاح وعدم قدرة الدولة على ضبطها، يؤثر جدياً على الأمن القومي للدول المجاورة، ويهدد بانتقال الإرهاب إليها، خاصة مع وجود الآلاف من المتطرفين والمرتزقة الذين جلبهم الاحتلال التركي.

محذرين من أن هناك مساعي إقليمية ودولية لمحاصصة الثروات الليبية وحرمان الليبيين منها، والاتفاقات الأخيرة التي فرضها المحتل التركي على حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها للتنقيب في مجال النفط يعني سرقة ثروات الليبيين بشكل علني وصريح.

الاحتلال التركي أفشل كل الاتفاقيات والمبادرات الدولية والأممية حول ليبيا

ولم تستطع كل المبادرات الدولية والأممية من وضع حد للتدخلات الخارجية في ليبيا ومن صنع التوافق بين الفرقاء الليبيين لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتشكيل لجان مشتركة للدفع في اتجاه الحلول السياسية وبالتالي الخروج من الأزمة.

ومع تعدد الأزمات والنزاعات المسلحة حول العالم، وتجاهل ملفات الشرق الأوسط والتركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، تستغل الأطراف الطامعة في الأراضي الليبية وعلى رأسها المحتل التركي ذلك في الاستفراد بهذا الملف وفرض أجنداته الاستعمارية ما يهدد بتقسيم البلاد.

بعد 11 عام من الصراع والتدخلات الخارجية .. ليبيا إلى أين؟

ومع مرور 11 عاماً على الإطاحة بنظام معمر القذافي، تشدد أوساط سياسية ليبية، أن الأوضاع في البلاد يبدو أنها ذاهبة نحو المزيد من التأزم نتيجة الفساد والتدخلات الخارجية والمسلحين الأجانب والمرتزقة، إضافة للأطراف التي تغذي هذا الصراع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى