غصّت السجون التركية بالمعتقلين ولم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة منهم، والتي تزايدت بوتيرة ملحوظة منذ محاولة الانقلاب المزعوم في يوليو ألفين وستة عشر ما دفع حاكم البلاد إلى بناء المزيد منها
مئتا سجن إضافي لاستيعاب الأعداد الكبيرة للمعتقلين
إنها ولا بد أزمة سجون في دولة أردوغان .. فآلاف السجناء يضطرون إلى افتراش الأرض لأنهم لا يجدون لهم مكاناً في معتقلاتهم … لكن وبدلاً من السعي إلى حلّ المشكلة عبر التخفيف من الاعتقالات العشوائية، والإفراج عن الآلاف الذين اعتقلوا دون أي ذنب ارتكبوه سوى أنهم عبروا عن رأيهم، تمضي السلطة الحاكمة في بناء سجون جديدة لتسع الأعداد الكبيرة الحالية، وتكون جاهزة لاستقبال آخرين جدد لا شكّ ستحصدهم آلة القمع فقطار الاعتقالات في تركيا سائر دون توقف.
قرار زيادة المعتقلات أعلنت عنه المديرية العامة للسجون ومراكز الاحتجاز بناء على مذكرة استفهامية تقدم بها نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، وتساءل خلالها عن عدد مشاريع السجون التي تمّ الشروع في بنائها خلال السنوات الخمس الأخيرة والتي سيتم إنشاؤها حديثاً.
التخطيط لبناء 193 سجنا إضافيا ليصبح العدد الكامل 582 سجنا
وحسب ما أعلنت عنه المديرية فإنه تم التخطيط لبناء مئة وثلاثة وتسعين سجناً جديداً خلال خمس سنوات ليُصبح إجمالي عددها في تركيا خمسمئة واثنين وثمانين وذلك بهدف مواجهة الزيادة في عدد السجناء.
السجون في تركيا باتت كابوساً يطارد المعارضين لسياسات أردوغان وحزبه، وتُرتكب فيها شتى أنواع الانتهاكات من تعذيب وعزل وتجريد من الملابس وغيرها من الإجراءات التعسفية وفقاً لما تؤكده تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية التركية والدولية
ورغم الانتقادات الأممية والأوروبية تستمر الانتهاكات، وتتصاعد حملة قمع الحريات وملاحقة المعارضين. ومع اعتقال السلطات لعشرات الآلاف منذ محاولة الانقلاب المزعوم، فإن هناك عمليات دهم واعتقال جديدة تنفذ كل أسبوع تقريباً وتشمل مختلف قطاعات وشرائح المجتمع وفي سائر أنحاء البلاد.
