محاولات تركية لإعادة إنتاج جسم سوري معارض بعد احتراق الأوراق السابقة التي استخدمتها

يسعى النظام التركي إلى إعادة إنتاج جسم معارض جديد بعد أن احترقت جميع أرواقه في الأزمة السورية, ويدفع في هذا السبيل برئيس وزراء حكومة دمشق الأسبق رياض حجاب إلى الواجهة.

بعد أن أثبتت ما تسمى المعارضة السورية فشلها الذريع في حمل تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية على عاتقها؛ نتيجة ارتمائها في أحضان المحتل التركي, الذي استخدمها كأداة لتحقيق مشاريعيه في إعادة إحياء الدولة العثمانية.

وبعد أن تحول مقاتلو المعارضة إلى مرتزقة بيد أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث تم استخدامهم في احتلال أجزاء من الأراضي السورية من جهة, أو دعم أجندات أردوغان في ليبيا وأذربيجان من جهة أخرى.

يسعى اليوم نظام أردوغان إلى إعادة تكوين أجسام وهمية جديدة للمعارضة؛ عبر إبراز شخصيات تم التعتيم عليها خلال الفترة الماضية.

في السياق؛ قام رئيس وزاء حكومة دمشق الأسبق؛ رياض حجاب, بزيارات متعددة شملت الأراضي السورية المحتلة إضافة إلى أروقة السلطة في أنقرة, وخرج حديث مؤخراً عن سعيه, بتوجيهات تركية واضحة, إلى بناء جسم جديد للمعارضة السورية.

يأتي هذا الحراك في محاولة من نظام العدالة والتنمية لخلق ورقة تفاوض جديدة مع الدول الكبرى؛ إزاء أي تسوية قادمة في سوريا, بعد احتراق أوراقه جميعها, حيث تم تصنيف بعض جماعات المرتزقة كمنظمات إرهابية, ولم يلقَ أي جسم سياسي قبولاً دولياً, في العديد من المحافل.

في الصدد؛ صرح المعارض السوري، نمرود سليمان، أن رياض حجاب، يقود حراكا لعقد ما وصفه بـ”مؤتمر للمعارضة السورية” في العاصمة القطرية الدوحة شهر شباط المقبل.

وقال سليمان، في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية أنه ستتم دعوة ما وصفهم بجميع هياكل المعارضة، الائتلاف وهيئة التنسيق ومنصتي القاهرة وموسكو والمجلس الوطني الكردي وشخصيات مستقلة، والعديد من المراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني والجاليات السورية ومجموعات من النساء والشباب لعقد ندوة علمية تبحث في إيجاد مخارج سياسية لما أشار إليه بالوضع المعقد في المعارضة السورية.

جدير بالذكر أن اختيار قطر لاحتضان هكذا اجتماع؛ ما هي إلا محاولة من نظام أردوغان لإبعاد أي جسم وليد, إعلامياً فقط, عن تركيا, في محاولة لكسب اعتراف دولي في حال تم إنشاؤه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى