مرافعة القائد أوجلان: اعتقالي بهذه الطريقة ليس بطراز شهم في الحرب

قال القائد عبد الله أوجلان من خلال مرافعاته أنه على استخبارات هيئة الأركان العامة، منظمة الاستخبارات القومية، مديرية الأمن العام، والمخابرات العسكرية أن لا يفرحوا باعتقالي فاستغلال علاقات الصداقة بهذه الدناءة والغدر التعسفي ورميي في الطائرة بمؤامرة فريدة من نوعها ليس بطراز شهم في الحرب.

أقولها علنا أني أنا أيضا كنت منتبها لضرورة خروجي من سوريا وقد مررت بمرحلة انتظار زائدة في هذه الساحة. إلا أن جاذبية النهج السياسي المتنامي لأجل كردستان، والصداقة التي طالما سعيت للرقي بها إلى المستوى الاستراتيجي، كانتا وكأنهما ثأسيراني على الاعتراف بأن الإدارة السورية على أرفع المستويات كانت تشدد بإصرار على مخاطر هذا الأمر.

لكني لا أزال أدافع عن أهمية وحياتية الصداقة الإستراتيجية بين الشعوب. وهذا هو المفهوم عينه الذي وجهني إلى اليونان. فتطوير علاقات الصداقة القيمة مع الشعب اليوناني، وإن لم يكن مع الدولة اليونانية، كان يثير اهتمامي من الدرجة الثانية.

وهكذا تحقق خروجي من سوريا في عام ۱۹۹۸.

ولو أنني كنت اتبعت هوسي للذهاب إلى الجبال منذ البداية، لربما مزقت هذه التراجيديا. إلا أن مخاوفي من أجل إنقاذ رفاقي وتنشئتهم وإعدادهم لم تترك مجالا لسلوك كهذا.

وعندما ارتميت أمام باب أوروبا الشرقية والغربية، باعتبارها الممثل الأخير لحضارتنا، كان مقدرا علي أن أرى نفسي مجردا من كل شيء في أوساط رأس المال وحسابات الربح الجليدية.

وفي هذه الأثناء أضرم بعض رفاقي النار بأبدانهم لتأكلهم ألسنتها. فقد أبدوا أسمي آیات المقاومة, وأعظم أشكال الارتباط الذي لا يصدق.

لقد ذكرت في فترة التحقيق أنه لا معنى للفرح باعتقالي. قلت ذلك علنا للمسؤولين الأتراك، أي، لممثلي المؤسسات الأربع الأساسية: استخبارات هيئة الأركان العامة، منظمة الاستخبارات القومية، مديرية الأمن العام، والمخابرات العسكرية . فاستغلال علاقات الصداقة بهذه الدناءة والغدر التعسفي، وتحاملهم علي، ورميي في الطائرة بمؤامرة فريدة من نوعها؛ ليس بطراز شهم في الحرب.

لست جاهلا لدولتية القومية التركية في نسق كفاحي. فقد أبديت الجرأة على مناهضتها حتى عندما كنت وحيدة وفي أضعف حالاتي، وكل شاهد يدرك أني ناضلت بشكل جيد، ولا عجب في ذلك. فما كان في الميدان هو فرمان الموت بحق الكردايتية. وفي هذه الحال، إما كنت سأقاوم وأتشبث بإنسانيتي وكرامتي، أو كنت سأنتهي متخبطأ في عبودية مجهولة اللون والهوية لا أناقش هذا الواقع هنا، ولا أغتاظ منه. ولكن النقطة الأساسية التي كنت أغتاظ منها هي العجز عن وضع حد للحماقة الفكرية والأيديولوجية بأي شكل من الأشكال. إنه نظام يزعم أن ما يسمى بحقوق الإنسان تكاد لا تتسع لها الأرض ولا السماء. بينما الحقيقة هي نسبة الاستغلال والحروب التي خصصتها حفنة من الأناس لسلطها على بني جلدتها، بل وعلى البشرية جمعاء بنحو لا مثيل له في نظام أي من الكائنات الحية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى