فتاوى العثمانيين تسبب بمجازر إبادة للإيزيديين

تمر اليوم ذكرى واحدة من أكبر جرائم الإبادة التي وقعت أمام مرأى العالم أجمع. ففي مثل هذا اليوم الثالث من آب قبل 8 سنوات، ارتكب مرتزقة داعش جرائم إبادة بحق الإيزيديين, فيما لا يزال الآلاف مفقودين.

شنكال، التي تعرضت للإبادة في الثالث من آب عام ألفين وأربعة عشر، أصبحت حديث العالم كله،

ولكن الآن يتم فرض مجازر جديدة عليها, حيث أنه خلال مجزرة 3 آب2014 ، بلغ عدد الضحايا حوالي 1500 شخص حسب الأرقام الرسمية التي تم تحديدها, لكن المؤشرات تدل على أن 5 آلاف شخص قتلوا على يد داعش حينها, وبحسب إفادات الأهالي ، تم تحديد 87 مقبرة جماعية وفتح 36 منها , إذ لا توجد معلومات حتى الآن عن 2700 شخص ، فيما إذا كانوا أحياء أو أموات.

فما كان إلا لكريلا الحرية ومقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة التدخل لانقاذ البقية من فكي داعش وداعمتها الفاشية التركية بعد هروب الحزب الديمقراطي الكردستاني وصمت الحكومة العراقية

هذا وتعتبر النساء الإيزيديات أكثر من عانين من المجازر والإبادات، لأن الحكام الذين مروا بالمنطقة أرادوا إخضاع المجتمع الإيزيدي عبر تركيع المرأة والقضاء عليها لما لها من دور في الحفاظ على الهوية الإيزيدية.

على مرّ القرون تعرض الإيزيديون للمجازر على خلفية الفتاوى الدينية التي أباحت قتلهم، وخصوصاً فتاوى أبو سعود العمادي المفتي العثماني في عهدي سليمان القانوني وسليم الثاني عام 1560، حيث ارتكب العثمانيون بعد هذه الفتاوى 101 مجزرة بحقهم، واستمرت هذه المجازر حتى وقتنا الحاضر مع جرائم الإبادة التي ارتكبها مرتزقة داعش في 3 آب 2014.

داعش يختطف ويسبي ويبيع النساء الإيزيديات في أسواق النخاسة

عندما شن مرتزقة داعش الهجمات على شنكال عقب انسحاب مسلحي الديمقراطي الكردستاني، ارتكب جرائم إبادة بحق الإيزيديين، ولكنه استهدف بشكل خاص المرأة الإيزيدية، إذ اختطف أكثر من 5 آلاف امرأة، وارتكب جرائم اغتصاب جماعية بحق ما يزيد عن 1500 امرأة، كما باع أكثر من ألف إيزيدية في أسواق النخاسة بالعراق وسوريا وتركيا.

وحدات المرأة في شنكال… الخطوة الأولى على درب التنظيم

تأثرت الإيزيديات الناجيات من الإبادة بمقاتلات وحدات المرأة الحرة- ستار ووحدات حماية المرأة، وقررن تنظيم أنفسهن للدفاع عن الإيزيديين وتجاوز تبعات إبادة داعش بحقهن. واتخذن من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان أساساً لهن في التنظيم، وشكلن في شباط عام 2015 وحدات المرأة في شنكال، التي لعبت دوراً ريادياً في تحرير مدينة شنكال أواخر عام 2015. ومع الوصول إلى عام 2019 كانت المرأة الإيزيدية قد شكلت قوات أسايش المرأة.

التنظيم النسوي وتأسيس حركة حرية المرأة الإيزيدية

ولم يتوقف تنظيم النساء على تشكيل قوات عسكرية، بل شكلن بالتزامن معها مجلس النساء الإيزيديات الذي تحول في الكونفرانس الذي عقد في أيلول عام 2016 إلى حركة حرية المرأة الإيزيدية. وتولت الحركة مهمة تدريب وتوعية المرأة، إلى جانب التعاون مع شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية (الوقف) التي تتعامل بشكل خاص مع النساء اللواتي تحررن من مرتزقة داعش.

كما شاركت المرأة في تأسيس الإدارة الذاتية لشنكال وإداراتها عبر نظام الرئاسة المشتركة. إلى جانب تأسيس أكاديميات خاصة بالمرأة لتدريب النساء من الناحية الفكرية والتنظيمية والسياسية، عدا عن لعبها دور الأساس في افتتاح المدارس وتدريب أبناء شنكال لغتهم الأم، إلى جانب تنظيمها لنفسها من النواحي الثقافية والفنية والإعلامية وغيرها من مجالات الحياة.

وباتت المرأة الإيزيدية الآن منظمة قادرة على الدفاع عن أنفسها، وهذا ما ظهر بشكل جلي من خلال وقوفها بوجه مخطط 9 تشرين الأول عام 2020 بين حكومة الكاظمي والحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة الاحتلال التركي، حيث واجهت المرأة الإيزيدية هذه المخططات بإرادتها الحرة، واستطاعت حتى الآن إفشالها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى