مراقبون: الجانب الروسي يصر على إيصال المساعدات عبر حكومة دمشق لأغراض سياسية

يواصل المجتمع الدولي ازدواجيته في التعامل مع الملف الانساني في سوريا، إذ تستمر عملية حرمان مناطق شمال وشرق سوريا من المساعدات الأممية في وقت يتفاقم فيه الوضع الانساني بالمنطقة التي ما تزال تصارع مرتزقة داعش سعياً لتجفيف منابعه والقضاء على خلاياه.

تنتهي صلاحية تفويض مجلس الأمن الدولي بإيصال المساعدات عبر الحدود في العاشر من تموز الجاري، ومع إثارة الكثير من الضجيج والتوقعات بإقدام روسيا على إيقاف هذه الآلية وحصرها عن طريق حكومة دمشق، يتجاهل المجتمع الدولي حاجة المناطق الأخرى للمساعدات، لاسيما مناطق شمال وشرق سوريا التي يسكنها أكثر من 5 ملايين سوري حرموا من هذه المساعدات منذ العام 2021.

فالجانب الروسي يصر على إيصال جميع المساعدات القادمة من الخارج إلى المناطق السورية الخارجة عن سيطرة حكومة دمشق عبر الخطوط لا عبر الحدود، وذلك لاستخدامها لأغراض سياسية، كما يرى مراقبون للقضية.

بسام صقر: حرمان شمال وشرق سوريا من المساعدات عبر الحدود يقوض مساعي اجتثاث داعش

ولا شك أن حرمان مناطق شمال وشرق سوريا التي تديرها الإدارة الذاتية من المساعدات الأممية أثر سلباً على الوضع الانساني الصعب أساساً في المنطقة، مع وجود نسبة سكانية كبيرة وعدد هائل من النازحين الهاربين من مختلف المناطق السورية، لكن القضية الأكثر خطورة هي ملف محاربة الإرهاب.

إذ تخوض مناطق شمال وشرق سوريا منذ سنوات متواصلة حرباً ضد مرتزقة داعش، ولكن نشاط خلايا داعش النائمة لا يزال حاضراً بقوة ويهدد استقرار المنطقة وسوريا بشكل عام خصوصاً مع استمرار هجمات الاحتلال التركي على المنطقة.

وفي هذا السياق، أشارعضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية وممثلها في واشنطن بسام صقر إلى أن الحصار والعقوبات تؤثر على الوضع الاقتصادي وبالتالي يصبح من السهل على داعش تجنيد الشباب الذين هم بحاجة مادية، وتابع: “العوز والفقر يؤثر وبشكل سلبي على زيادة التطرف وهذا ما يساعد التنظيمات التكفيرية والارهابية على استغلال ذلك”.

وأضاف صقر إن حرمان شمال وشرق سوريا من المساعدات وعدم الضغط لفتح معبر تل كوجر/اليعربية يؤدي بشكل حتمي إلى سهولة عودة داعش ويقوض المساعي لاجتثاثه.

بسام صقر: التهديدات التركية المستمرة بغزو المنطقة تؤثرعلى حفظ الاستقرار وعودة داعش

بسام صقر أكد بأن “التهديدات التركية المستمرة بغزو المنطقة أيضاً تؤثر على حفظ الاستقرار وعودة داعش”.

وبحسب الكثير من الآراء، لا تنحصر مساعي القضاء على أي جماعة إرهابية على الجهود العسكرية والأمنية فقط، إنما تتطلب العملية توفر أجواء ملائمة مثل الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية لإبعاد شبح الفكر المتطرف عن عقول السكان.

وشدد السياسي السوري في ختام حديثه على أهمية الحفاظ على الاستقرار والتنمية المستدامة من حيث تأمين فرص العمل للجميع والنهوض الاقتصادي وإعادة الاعمار والبدء بالعملية السياسية الحقيقية، بحيث يكون هناك تمثيل لكل المكونات السورية بدون أي استثناء لاجتثاث الفكر الداعشي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى