مصطلحات فضفاضة في تقرير الأمم المتحدة لغض الطرف عن انتهاكات تركيا ومرتزقتها في شمال وشرق سوريا.

لم تدخل الأمم المتحدة في تقريرها الأخير الذي تحدث عن واقع الأطفال السوريين، في تفاصيل أوضح وأشمل عن الواقع المعاش, متجاهلة بذلك الانتهاكات الكبيرة، التي يرتكبها يومياً جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا.

تتجاهل الأمم المتحدة عبر تقاريرها الانتهاكات المرتكبة بحق أهالي شمال وشرق سوريا على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وتستسلم مرة أخرى للشمولية, من خلال الاعتماد على مصطلحات فضفاضة.

فتقريرها الأخيرعن واقع الأطفال السوريين, الذي نشرته أمس على موقعها تحت عنوان”أطفال سوريا محرومون من طفولتهم، وجرائم مستمرة ترتكبها الحكومة والجماعات المسلحة, تطرقت فيه إلى عموميات، ولم تدخل في تفاصيل أوضح وأشمل عن الواقع المعاش.

ويُعتبر هذا التقرير كغيره مبنيا على الشمولية حيث خلط الحابل بالنابل, ولم يوجه الاتهامات بشكل صريح إلى الجهات الواقفة وراء الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال.

فقد تحدث عن عمليات قتل و تجاوز وتهجير وعنف , وأيضاً عن تشريد خمسة ملايين طفل سوري داخل وخارج البلاد, مكتفيا بإلقاء اللوم على النظام, وفي بعض الأحيان استخدم كلمة المجموعات المسلحة, لتكون هذه العبارة ” مظلة قد تحميها من انتقادات قد ترد في المستقبل.

وفي دليل واضح على عدم دراية الأمم المتحدة أو تجاهلها للواقع، أشار التقرير إلى أن النظام والجماعات الموالية له وداعش ارتكبوا جرائم حرب بحق المدنيين وبالأخص الأطفال, متجاهلا بذلك الانتهاكات الكبيرة، والمستمرة التي ارتكبت وترتكب يومياً بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا على أيدي جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

وكديل واضح على شمولية التقرير لم تُذكر فيه مجزرة تل رفعت, حيث ارتكب جيش الاحتلال التركي ومرتزقته, مجزرة بحق أهالي عفرين في الثاني من كانون الأول من العام المنصرم، راح ضحيتها اثنا عشر شخصا ثمانية منهم أطفال، كما أصيب فيها عدد آخر من هؤلاء.

ولم تتطرق الأمم المتحدة إلى استخدام جيش الاحتلال التركي للأسلحة المحرّمة دولياً في كل من ” عفرين, كري سبي, سري كانيه”, ولربما لم تشاهد صور الطفل محمد وغيره من عشرات الصور ,التي انتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المتعددة, وهو يصرخ لفظاعة الحروق التي سببتها أسلحة تركيا المحرمة.

وعلى الرغم مما ينشر وعبر سبعين بالمئة من وسائل الإعلام المختلفة عن شمال وشرق سوريا من عمليات تغيير ديمغرافي ممنهج, وعمليات قتل وخطف يومية, تبقى الأمم المتحدة متجاهلة, وملتزمة الصمت، الأمر الذي يثير التساؤل والشكوك حول مصداقيتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى