معالم مسارين عربي وتركي باتجاه دمشق تتضح وسط حديث عن تنافس محموم بينهما

يتواصل الحديث عن مسار التقارب بين دمشق والاحتلال التركي، فما بين الإعلان عن الاجتماعات وتأجيلها، ينظر السوريون بقلق إلى هذه اللقاءات المتكررة، وفي المقلب الآخر يتقدم مسار التطبيع العربي مع دمشق بسرعة أكبر.

على الرغم من الدفع الروسي باتجاه تحقيق تقدم في مسار التقارب بين حكومة دمشق والاحتلال التركي إلا أن هذا المسار يشوبه نوع من الغموض، حيث تم تأجيل الاجتماع بين وزراء خارجية الطرفين لعدة مرات بعد أن يتم تحديده مسبقاً.

وفي 4 نيسان، عُقد في العاصمة الروسية موسكو، اجتماع رباعي ضم نواب وزراء خارجية كل من روسيا وإيران والاحتلال التركي وحكومة دمشق، واتفق المشاركون على استمرار المشاورات بينهم بشأن سوريا.

وفي 9 نيسان، أعلن مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا، ألكسندر يفيموف، تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية الاحتلال التركي وروسيا وإيران وحكومة دمشق، إلى شهر أيار المقبل، وسط أنباء عن تواصل الخلافات حول جدول أعمال الاجتماع المقترح.

وتقول دمشق إنها تشترط على الاحتلال التركي سحب قواته من كافة الأراضي السورية، وإنها تريد ضمانات لتحقيق ذلك، إلا أن مصادر روسية قللت خلال حديثها لصحيفة الشرق الأوسط، من قيمة ذلك، واعتبرت تصريحات مسؤولي دمشق للاستهلاك الداخلي.

وغلب خلال السنوات الماضية على لقاءات هذه الأطراف ومنذ انطلاق سلسلة أستانا طابع المقايضة والصفقات، حيث تقاسمت تلك الأطراف الأراضي السورية، فسلمت دولة الاحتلال التركي معظم المناطق إلى حكومة دمشق وروسيا مقابل احتلال عفرين وسريه كانيه وتل أبيض وتهجير أهلها.

إلى ذلك؛ قال المعارض السوري ورئيس تيار اليسار الثوري في سوريا، غياث نعيسة: “أرى أن هذا المسار بين النظامين السوري والتركي قد ترسخ، وتمت خلال السنوات، وخاصة الأشهر الأخيرة ترسيخه، وترسيخ تفاهمات فيما بينهما والأغلب أن اجتماعاً على مستوى رئاسة النظامين، سيتم عقب الانتخابات التركية”.

غياث نعيسة، أضاف: “التقارب بين النظامين في أنقرة ودمشق، لا يعني أبداً تخلي نظام أردوغان عن أطماعه في سوريا، بل يعني إضفاء (طابع قانوني) على هذه الأطماع برضى النظام الحاكم في دمشق نفسه. إنها صفقة بين النظامين، تنازلات هنا ومكاسب هناك، وبكل الأحوال ستكون على حساب الشعب السوري وسيادته على أرضه وقراره”.

وحول التقارب العربي مع حكومة دمشق والذي بدأ بالإمارات وامتد إلى معظم الدول العربية باستثناء قطر والمغرب, أوضح نعيسة أن “النظام الإقليمي العربي، يعمل على استعادة توازنه من خلال وقف الاحتجاجات والثورات لصالح أنظمة الحكم والدول القائمة”.

ونوّه نعيسة إلى أنه “من المؤكد أن هناك نوع من التنافس بين المسارين العربي والتركي تجاه سوريا، وحتى الآن يبدو أن لتركيا والإمارات نصيب أكبر لدى حكومة دمشق ولكن الوقائع دوماً متغيرة وأحياناً تكون سريعة التغيّر”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى