معتقل سابق في سجن صيدنايا سيء الصيت يروي فظائع العذاب داخل السجن

“الداخل مفقود والخارج مولود” عبارة محفورة في ذاكرة المواطن أنس رمضان، حيث كانت أول ما قرأه على المدخل الرئيس لسجن صيدنايا السيئ الصيت، في دليل على جرائم أبدعت في ارتكابها حكومة دمشق.

قصص وروايات عديدة ومريرة يرويها مواطنون خرجوا من سجن صيدنايا بعد صدور ما سمي مرسوم العفو الذي أصدره بشار الأسد. هذا السجن الذي يعتبر أحد أكثر الأماكن خطورة وسيئ الصيت إلى جانب سجن تدمر وفرع فلسطين في سوريا.

وتُرتكب في سجن صيدنايا أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق السجناء من تعذيب، وسوء معاملة، وإعدام جماعي، وخاصة بعد بدء الأزمة السورية، لدرجة أطلق عليه اسم المسلخ البشري. وهو الوجهة الأخيرة للمعتقلين الذين يصبحون فيه في عداد المفقودين أو مجهولي المصير. وبخاصة معارضي حكومة دمشق.

المواطن أنس رمضان؛ وهو اسم مستعار, خرج من السجن وهو مصاب بانفصام في الشخصية بعد أن قضى فيه ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وستة عشر يوماً، بتهمة قدح وذم الأسد، والنيل مما وصف بهيبة الدولة.

ونوه أنس إلى أنه كان شاهداً على مقتل عدد من الأطفال في المهجع رقم 16، المخصص للأحداث في السجن. مشيراً إلى أن أغلب هؤلاء الأطفال تم جلبهم إلى السجن مع بدايات الأزمة السورية، مثل أطفال درعا الذين اعتقلوا بسبب كتاباتهم على الجدران.

أما عن أساليب التعذيب، فذكر أنس أنها كانت ألعاباً لتسلية السجانين، فمثلاً؛ بساط الريح أسلوب للتعذيب يطلق على ربط اليدين إلى لوح مسطح، ويكون رأسه معلقاً في الهواء. كما يمكن أن يُطوى اللوح الخشبي إلى نصفين. بحيث تلامس الأقدام وجه الضحية، ما يؤدي إلى المزيد من الألم وعدم القدرة على التحرك.

فيما يجبر السجانون المعتقلين على ثني أجسامهم وإدخال رؤوسهم وأعناقهم وسيقانهم داخل إطار سيارة في طريقة تعذيب تسمى بالدولاب، بحيث تُشل حركتهم ليبدأ الضرب بالهراوات والسياط وأدوات التعذيب الأخرى على الظهر والساقين والرأس، وفق ما ذكره أنس.

وعن أكثر أساليب التعذيب قبحاً، والتي تعرض لها أنس في المعتقل، فهي الصعق بالكهرباء, حيث يربط السجين على كرسي حديدي ثم يصعق بالكهرباء، أو بتشبيك كلابات الكهرباء في مناطق حساسة من الجسد.

هذا وتبقى إفادات الناجين من سجون حكومة دمشق، وما علق في ذاكرتهم من أصوات وصور، الدليلَ الوحيد على أساليب التعذيب الوحشية المتبعة في هذا السجن وغيره من المعتقلات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى