مناطق الشهباء تنقطع تماماً عن مقومات الحياة بسبب حصار حكومة دمشق

تستمر معاناة الأهالي ومهجري عفرين في مناطق الشهباء حيث توقفت اليوم شبكات الاتصالات الخلوية السورية والانترنت السوري بشكل كامل كما انقطعت عنهم مقومات الحياة تماما بعد تسعة أشهر من الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق عليهم.

في شهر آب عام 2022، شددت قوات حكومة دمشق الحصار على مقاطعة الشهباء، ولا تسمح إلا بمرور كميات ضئيلة جداً من المحروقات والأدوية والمواد الغذائية في مسعى للقضاء على مقاومة مهجري عفرين الذين يتحمّلون أصعب الظروف على أمل العودة إلى ديارهم المحتلة بعد تحريرها.

الحصار الخانق الذي أكمل شهره التاسع على التوالي، خلق واقعاً معيشياً صعباً يقاومه مهجرو عفرين وسكان مقاطعة الشهباء بوسائل مختلفة.

في 9 أشهر لم تسمح حكومة دمشق سوى بمرور 20 بالمائة من احتياجات سكان المقاطعة من مادة المازوت، مما تسبب في صعوبات كبيرة على مستوى المواصلات وبات التنقل بين نواحي وبلدات مقاطعة الشهباء من الأمور الصعبة.

إذ أن الغسالات أصبحت من الماضي، والغاز يُشترى بالكيلو، ومشاهدة التلفاز باتت حسرة.

حيث أن ندرة المازوت، اضطرت إدارة المقاطعة إلى تقنين ساعات التيار الكهربائي قبل نحو شهرين إلى ساعتين فقط في اليوم (من الساعة السابعة مساء حتى الساعة التاسعة مساء )، ويحق لكل أسرة أمبير واحد أو أمبيران على أقصى تقدير، وهي غير كافية لتشغيل معظم الأجهزة الكهربائية.

وفي 27 نيسان الجاري، ومع استمرار الحصار ومنع دخول المازوت، اضطرت الإدارة إلى قطع الكهرباء بالكامل.

في وقت بات يراوح فيه سعر لتر المازوت المتوفر بندرة في السوق السوداء بين 7 آلاف ليرة سورية و8 آلاف و500 ليرة سورية والبنزين بين 11 و13 ألف ليرة سورية، قضت الغالبية العظمى من سكان الشهباء الشتاء الفائت ملتحفين البطانيات أو لجأوا إلى إحراق المواد البلاستيكية أو قطع الأثاث القديمة بغرض التدفئة.

بينما بلغت فيه سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء 150 ألف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة وهو مبلغ يفوق القدرة الشرائية لغالبية سكان مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين الذين يزيد عددهم بقليل عن 200 ألف إجمالاً يُضاف إلى 900 أسرة وافدة من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب،

على الصعيد الطبي والإغاثي، لم تدخل مقاطعة الشهباء منذ 9 أشهر سوى 34 شاحنة، 4 منها فقط محمّلة بالمواد الطبية، أما بقية الشاحنات فكانت محملة بالمواد الإغاثية وبعض الأدوات المنزلية أرسلت من قبل أهالي السليمانية من جنوب كردستان والمساعدات التي أرسلتها الإدارة الذاتية والهلال الأحمر الكردي عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي.

هذا وحذرت أمس، هيئة الإدارة المحلية والبيئة لمقاطعة عفرين والشهباء، من توقف الخدمات بشكل تام في المرحلة المقبلة، مع اشتداد الحصار المفروض من حكومة دمشق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى