وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو مئة حالة انتهاك بحق النشطاء والصحفيين وأكثر من خمسة عشر محاولة وعملية قتل في المناطق السورية خلال عام ألفين وعشرين ، وتصدرت مناطق الاحتلال التركي ومرتزقته المشهد بنحو تسعة وستين انتهاكا.
لم يكن واقع الصحافة في سوريا بأحسن حال, لا قبل قيام الثورة السورية عام ألفين وأحد عشر, ولا بعدها, حيث بات الخطر يهدد ذلك الواقع أكثر خلال الأعوام العشرة من عمر الحرب في سوريا, ليتعرض العديد من الصحفيين والناشطين في مجال الإعلام, الذين عملوا على نقل المشهد السوري, وما يتعرض له الآلاف من السوريين المدنيين خلال الصراع الذي عاشته بلادهم من انتهاكات مختلفة، ابتداء بالاختطاف أو الاعتقال أو الإخفاء القسري وانتهاء بالموت قصفاً أو اغتيالاً أو تحت التعذيب في عدة مناطق من الجغرافية السورية لا سيما مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته ومناطق الحكومة السورية ما دفع ذلك بمنظمة مراسلين بلا حدود في وقت سابق, إلى اعتبار سوريا البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين.
المرصد السوري وثق حديثا في تقرير له استمرار عمليات التضييق على النشطاء والإعلاميين عبر اعتقالات دورية ومساءلة ومنعهم من مزاولة أعمالهم وسط ضوابط صارمة توضع لهم في عام ألفين وعشرين لاسيما في مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته في الشمال السوري.
وأحصى المرصد, خلال العام الماضي أكثر من ثمان وتسعين انتهاك بحق النشطاء الإعلاميين والصحفيين تمثلت بمساءلة وخطف واعتقال وتهديد، تصدرتها مناطق سيطرة الاحتلال التركي بنحو تسعة وستين انتهاك تلتها مناطق نفوذ الحكومة السورية بأكثر من خمسة وعشرين انتهاك.
وفي أمثلته عن تلك الانتهاكات, ذكر المرصد بأنه في الخامس من شهر أيلول من العام الماضي قامت أجهزة الحكومة السورية باعتقال الصحفي “كنان وقاف” في سجن طرطوس على خلفية تحقيق صحفي عن “وضع الكهرباء” نشره على أحد المواقع و انتقاده عمل شركة الكهرباء.
وفي آب من العام نفسه اعتقل مرتزقة تركيا في بلدة آطمة شمالي إدلب، الصحفي الأمريكي “داريل لامونت فيلبس” عقب نشره مقابلة مع زوجة البريطاني “توقير شريف” ، التي اتهمت مرتزقة تركيا باعتقال زوجها تعسفيًّا وممارسة التعذيب بحقه.
كما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو خمسة عشر عملية ومحاولة اغتيال خلال العام الماضي تركزت في مجملها ضمن إدلب ومناطق مرتزقة الاحتلال التركي، حيث تسببت تلك العمليات بمقتل خمسة نشطاء وجرح آخرين.
