نهاية مرتزقة داعش بدأت من خلال قرع طبول الحرب على أسوار مدينة كوباني

يصادف اليوم مرور ستة أعوام على بدء مرتزقة داعش هجومهم على مقاطعة كوباني، والتي تمكنت مقاومتها من إيقاف تقدمهم لأول مرة، وأصبحت الأساس الذي بني عليه تحالف القضاء عليهم.

في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات، في الخامس عشر من أيلول عام ألفين وأربعة عشر، قرعت طبول الحرب على أسوار مدينة كوباني حيث هاجم الآلاف من مرتزقة داعش بإيعاز من تركيا مقاطعة كوباني المحاصرة، مستخدمين كافة صنوف الأسلحة الثقيلة التي حصلوا عليها من الدولة التركية.

وبدأ المرتزقة بشن هجوم شامل وكبير على قرى مقاطعة كوباني التي كان يحاصرها من ثلاث جهات بينما كانت تركيا تحاصر الجهة الرابعة، وسرعان ما احتلوا عدداً من القرى نظراً للقوة العسكرية الكبيرة والتفوق العددي الذي كان يملكونها، إذا ما قورنت بتلك التي كانت بحوزة وحدات حماية الشعب والمرأة، حيث لم تكن تملك أية أسلحة ثقيلة أو مدرعات، واقتصرت مقاومتها على الأسلحة الفردية، والتي لم تكن كافية لإيقاف زحفهم نحو المدينة ، لتبدأ أسطورة المقاومة داخل أزقة المدينة، حيث خاضت الوحدات أشرس المعارك، وواجهت مرتزقة داعش لأول مرة مقاومة بطولية أمام توسعه في سوريا والعراق، والتي ستكون فيما بعد الأساس الذي ستُرسم عليه خريطة زواله.

ومع اشتداد المعارك لم يكن أمام أكثر من ثلاثمئة ألف مدني، إلا النزوح نحو شمال كردستان ، والذين شكلوا على الشريط الحدودي حائطا بشرياً لمنع تدفق مرتزقة داعش من تركيا إلى كوباني.

مقاومة كوباني أصبحت الأساس الذي بدأ منها رسم خريطة زوال مرتزقة داعش

أما داخل المدينة كانت وحدات حماية الشعب والمرأة، تبدي مقاومة بطولية قل نظيرها عبر التاريخ، وتصدّرت مقاومة كوباني جدول أعمال أروقة السياسة، ووسائل الإعلام، والرأي العام العالمي، وخرجت مسيرات داعمة لها عبر العالم، لتعطي أملاً لشعوب المنطقة والأحرار عبر العالم، للقضاء على هذا المشروع الظلامي، مما دفع بالتحالف الدولي لعرض المساعدة والبدء بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع مرتزقة داعش.

تمكنت مقاومة كوباني وبمؤازرة جوية من التحالف الدولي، من طُردهم إلى خارج المدينة في السادس والعشرين من كانون الثاني ألفين وخمسة عشر، الأمر الذي خلط كل الأوراق والمراهنات التي كانت تعول عليها تركيا وغيرها من الأطراف الداعمة لهم، وأصبحت هذه المقاومة نقطة تحول في مسار توسع مرتزقة داعش وتمدده إلى انحساره وتبدده.

ومع طردهم من كوباني بدأت سلسلة هزائمهم، حيث تابعت وحدات حماية الشعب والمرأة تحرير المناطق الخاضعة لسيطرتهم، الواحدة تلو الأخرى، لتزرع من جديد إِشراقة الحرية وتؤسس لبناء قوات سوريا الديمقراطية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى