آذار شهر البطولة وتكامل المقاومة مع بداية الربيع والانبعاث الجديد

إن حقيقة البطولة، هي قبل كل شيء تاريخ إعادة خلق الشعب لنفسه، فعندما يخرج شعب ما إلى مسرح التاريخ ويمتلك رواداً يقودونه إلى هذا الهدف، وعندما يكون شعبٌ ما معرضاً لخطر الفناء، وينتفض أشخاص يرفضون العبودية ويحاربونها، ويقودون هذا الشعب على درب الحرية، بالتأكيد تكون تلك اللحظات تاريخية.

تعرضت كردستان على مدار المائتي عام الماضية، لمصيدة الإبادة الثقافية، يعيش الشعب الكردي وجغرافية كردستان هذه الإبادة الثقافية بشكل يومي؛ ومن بعض المآسي والمؤامرات التي عاشها الشعب الكردي في شهر آذار، كانت إعدام القاضي محمد، اتفاقية الجزائر بين إيران والعراق، مجزرة حلبجة، حملة ومذابح الأنفال، أحداث غازي، ومجزرة قامشلو.

فمن جهة يعتبر آذار، شهراً للمآسي والمذابح بالنسبة للشعب الكردي، إلا أنه في نفس الوقت الشهر الذي تجلت فيه الإرادة الصلبة والمقاومة ضد هذا الظلم بأسمى صورها، ليرسم لنا صورة تكامل المقاومة مع بداية الربيع والانبعاث من جديد.

من أعواد كبريت مظلوم دوغان إلى رصاصة عكيد.. انطلاقات جديدة في مسيرة الحرية

وتُعرف الفترة الممتدة بين الواحد والعشرين من آذار وحتى الثامن والعشرين منه، بأسبوع البطولة، بالنسبة لحركة حرية كردستان.

إن المقاومة التي بدأت بأعواد الكبريت الثلاثة التي أوقدها الشهيد القيادي مظلوم دوغان في سجن آمد في 21 آذار 1982، مضحياً بجسده احتفالاً بعيد نوروز، وصلت إلى ذروتها في قمم جبال كابار التي احتضنت استشهاد القيادي معصوم قورقماز (عكيد) في 28 آذار 1986، ليعلن تجذير نهج المقاومة والنضال من أجل الحرية.

للشهيدين مظلوم دوغان وعكيد، مكانة مميزة وخاصة في تاريخ النضال التحرري الكردستاني، استطاعا إحداث انطلاقات جديدة في مسيرة الحرية من خلال شخصياتهم، وأصبحا قدوة ومثالاً للإنسان الحر الجديد.

المقاومة حياة..شعار مظلوم دوغان الذي أوقد شعلة المقاومة في كردستان

مقاومة السجون في شخص مظلوم دوغان تعتبر ميلاداً في تاريخ النضال التحرري للشعب الكردي، حيث أظهر بعمليته الفدائية درب المقاومة للمناضلين المعتقلين في سجون الفاشية التركية في سجن آمد، كما سحب الورقة من أيدي العدو وأعطاهم رسالة واضحة بأنهم يعشقون الشهادة ولا يخافون على حياتهم من أجل الحرية؛ وانتفضت السجون على إثرها تحت شعار “المقاومة حياة”، هذا الشعار الذي يعبّر عن روح المقاومة والإرادة الفولاذية في وجه الأعداء، وأصبح مشعلاً ينير جميع أنحاء كردستان.

الشهيد عكيد..المناضل الذي جمع آمال وطموحات شعبه نحو الحرية في شخصه

الشهيد عكيد، هو أحد الأبطال البارزين في تاريخ النضال التحرري الوطني من أجل الحرية. هذا المناضل جمع آمال وطموحات شعبه نحو الحرية في شخصه ووحدها مع كينونته ووجوده.

الشهيد عكيد الذي تعرف على حزب العمال الكردستاني عبر مظلوم دوغان، أطلق الرصاصة الأولى في الثورة الكردستانية في عملية أروه التي عرفت بقفزة 15 آب 1984 ومنذ تلك الرصاصة بدأت ثورة عارمة في كردستان وبدأت مقاومة الكريلا المستمرة حتى هذا اليوم.

من مظلوم دوغان إلى معصوم قورقماز..أسبوع المقاومة والبطولة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى