أردوغان يحاول التغطية على فشل سياساته الداخلية والخارجية من خلال تهديد شمال وشرق سوريا

عاود رئيس النظام التركي أردوغان تهديد مناطق شمال وشرق سوريا، لتطبيق مخططاته الاستعمارية لإعادة مليون لاجئ وإنشاء ما يسميها بمنطقة آمنة، هذه التطورات تأتي في محاولة من أردوغان إشغال الشارع التركي بعد فشل سياساته الداخلية والخارجية.

قبيل احتلاله لمدينتي سري كانيه وكري سبي في 2019، رفع رئيس النظام التركي أردوغان خارطة ما يسميها “بالمنطقة الآمنة” في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، وحينها تحدث عن مخططه الاستعماري في سوريا، دون أن تبدي أي دولة رفضها له، وكأن العالم أعطى الضوء الأخضر لأردوغان لارتكاب جرائمه وانتهاكاته بحق شعوب ومكونات المنطقة.

بعدها بثلاث سنوات، بدأ أردوغان ونظامه بالترويج مجدداً لهذه المخططات مع ما وصفها بمشروع “إعادة مليون لاجئ سوري” للمناطق المحتلة، بعد تهجير أهلها وممارسة التغيير الديمغرافي فيها، وذلك قبل اجتماع الدول المانحة لسوريا في بروكسل، في محاولة للحصول على دعم مالي من الغرب لتطبيق هذه المخططات، واليوم هاهو أردوغان يستكمل هذا المخطط بالترويج لاحتلال مناطق جديدة في شمال وشرق سوريا.

سياسيون: أردوغان يسعى للحصول على دعم دولي للهجوم على شمال وشرق سوريا وإنشاء حزام سلفي

وتؤكد أوساط متابعة بأن هدف أردوغان من تهديداته الأخيرة ضد المنطقة؛ الحصول على دعم دولي لهجوم جديد على شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا، واستكمال عمليات التغيير الديمغرافي في الشمال السوري، لإنشاء حزام سلفي واقتطاع هذه المناطق من سوريا وضمها لتركيا.

الاحتلال يستغل ضعف الموقف الروسي.. ويحاول خداع واشنطن والغرب بأنه سيواجه التمدد الإيراني في سوريا

التهديدات التركية الجديدة جاءت بعدما ضعف الموقف الروسي في سوريا، وتركيزها على الحرب الأوكرانية، كما يحاول الاحتلال الحصول على ضوء أخضر روسي للهجوم على المنطقة من خلال رفض انضمام السويد وفنلندا للناتو.

واستغلت تركيا ما يتم الحديث عنه بأنه انسحاب روسي من سوريا، وذلك من حيث محاولة خداع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل بأن من سيملئ الفراغ الروسي هم الإيرانيون، ولذلك يجب على تلك الأطراف إعطاء الضوء الأخضر لأردوغان لضرب الشمال السوري بحجة منع التوسع الإيراني.

وتقول أوساط سياسية أن مخططات أردوغان وتخبطاته السياسية يأتي قبيل عام واحد فقط من الانتخابات الرئاسية وخشيته أن يهزم أمام المعارضة بعد انخفاض شعبيته، كما يسعى أردوغان لتطبيق ما يسمى “بالميثاق الملي” بالتزامن مع مرور مئة عام على اتفاقية لوزان المشؤومة ويحاول تطبيق هذه المخططات خطوة بخطوة والحصول على أصوات الناخبين القوميين في تركيا.

ضعف الموقف الدولي يحتم على شعوب المنطقة التمسك بخيار المقاومة والدفاع الذاتي والاعتماد على قواتهم العسكرية

كما يحاول أردوغان بتهديداته الأخيرة، التغطية على فشله في هجماته على شمال وشرق سوريا وجبال كردستان وانكساره أمام مقاومة القوات العسكرية وشعوب المنطقة.

وكان للولايات المتحدة والتحالف الدولي دور في هجمات الاحتلال على المنطقة وجنوب كردستان، من خلال فتح الأجواء ومنح الضوء الأخضر له، وبما أن العلاقات بين تلك الدول تحكمها المصالح فلا بد من شعوب ومكونات المنطقة الاتحاد والوقوف جنباً إلى جنب والالتفاق حول القوات العسكرية والاعتماد على الدفاع الذاتي، كما يجب على الدول العربية وخاصة الجامعة العربية إبداء موقف رافض للنوايا التركية الاستعمارية في سوريا والتي هي خطرٌ على كل الوطن العربي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى