أردوغان يسعى لاستقطاب الجزائر إلى الرؤية التركية للحل في ليبيا

رغم إعلان تركيا بأن زيارة أردوغان إلى الجزائر، هدفها تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية إلا أن أوساطا سياسية اعتبرتها لكسب موقف الرئيس الجزائري إلى جانب حكومة الوفاق الليبية، من خلال تقديم إغراءات اقتصادية وأمنية.

فضلاُ عن تونس تعاني الجزائر من تبعات الصراع المسلح في ليبيا المجاورة، والتي أخذت مساراً تصاعدياً مع تأجيج تركيا للأوضاع هناك من خلال إرسال الأسلحة والذخائر إضافة إلى مرتزقة سوريين وجنود أتراك، للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق الإخوانية في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.

ويوم أمس وصل أردوغان إلى الجزائر، وبينما اعتبرت تركيا بأن الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، اعتبرت أوساط سياسية، بأنها تهدف أساسا إلى تبديد قلق الجزائر من نشر المرتزقة السوريين في ليبيا.

ونقلت صحيفة العرب عن مصادر جزائرية بأن الزيارة تناولت، ملفات عسكرية واستخباراتية، تتصل بالوضع في ليبيا، على أمل أن يقدم أردوغان ضمانات ميدانية للجزائر، حول سلامة الحدود، مقابل دعم الموقف التركي من الأزمة الليبية.

وأضافت المصادر أن تركيا تريد تقديم إغراءات اقتصادية للنظام الجزائري الجديد لكسبه, أو لاصطفافه على الأقل في جهة غير بعيدة عن حكومة سراج, وهو ما ترفضه المؤسسة العسكرية الجزائرية تماما، الأمر الذي دفع بأردوغان للاستعجال بالتدخل، خاصة مع إعلان الرئيس، عبد المجيد تبون عن تمسك بلاده بـ مخرجات قمة برلين ومعارضته أي تدفق للقوات التركية أو مرتزقتها السوريين إلى ليبيا.

مراقبون: تركيا تستثمر الفوضى والصراعات لتثبيت نفوذها وأعيانها في أفريقيا

ويرى مراقبون أن هدف أردوغان ليس الجزائر وتونس أو حتى ليبيا بحد ذاتها، إنما يطمح للسيطرة على القارة السمراء عموماً، إذ أثبتت الأحداث أن تركيا تستثمر الصراعات والفوضي لتثبيت أقدامها في دول المنطقة، أو أقله تمكين حلفائها من الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة في عدد من البلدان، حيث ذكرت تقارير أنه من المقرر أن يتبع أردوغان زيارته إلى الجزائر برحلتين إلى كل من غامبيا والسنغال.

يضاف إلى ذلك أن شرق أفريقيا يشهد نفوذا متنامياً لتركيا في السنوات الأخيرة، بسبب وجودها العسكري في الصومال وكذلك مساعيها لبناء قاعدة بحرية في السودان. بينما أعطتها الاتفاقات التي وقعتها في ليبيا مع حكومة السراج نفوذاً قوياً على أجندة شمال أفريقيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى