صعد رئيس النظام التركي أردوغان مجددا من لهجته العدائية ضد اليونان، حيث أكد أن الحل للقضية القبرصية يتمثل في إقامة دولتين، مشيرا في الوقت نفسه أن المفاوضات بخصوص ذلك لن تتناول الاتحاد الفيدرالي سواء قبلت أثينا أم رفضت.
أسابيع معدودة فقط على بدء المحادثات الثنائية بين تركيا واليونان بهدف إيجاد توافقات وتفاهمات حول الاعتداءات المتكررة لأنقرة وعملياتها التنقيبية غير المشروعة شرق المتوسط, إلا أن التصريحات التي أطلقها رئيس النظام التركي أردوغان، أمس الأربعاء، من شأنها أن تنهي هذه الحوارات وتزيد من حدة التوترات الموجودة أصلا بين البلدين.
حيث صعد أردوغان مجددا من لهجته العدائية ضد اليونان مؤكدا أن الحل للقضية القبرصية يتمثل في إقامة دولتين وبالتالي ضم أجزاء من قبرص إلى تركيا في انتهاك واضح لسيادة أثينا على أراضيها، مشيرا أن المفاوضات بخصوص هذه القضية لن تتناول الاتحاد الفيدرالي سواء قبل الطرف الآخر أو رفض.
الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان فكرة إقامة دولتين في قبرص ويدعمان الفيدرالية
تصريحات أردوغان العدائية تأتي بعد يومين من حديث رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، والمتضمن التأكيد على عدم استئناف قبرص المحادثات لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة عرقيا، حيث تصر أنقرة والقبارصة الأتراك على السعي لإقامة دولتين في تحد واضح المعالم لإطار عمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي القائم على إحداث نظام فيدرالي.
وأضاف كيرياكوس، أن النظام التركي والقبارصة الأتراك ابتعدوا في تصريحاتهم العلنية خلال الفترة الماضية عن التصورات الموضوعة مستقبلا لفيدرالية قبرصية تتضمن عدة مناطق مختلطة تتحدث اليونانية والتركية بناء على اتفاق بين الطرفين، مؤكدا أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان فكرة إقامة دولتين في قبرص التي انقسمت عرقيا عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين عندما احتلها النظام التركي بعد التحرك الشعبي الهادف إلى الانضمام لليونان.
كل هذه التطورات قد تدفع الأزمة اليونانية التركية الى الواجهة من جديد والتي شهدت لأكثر من عام توترات متصاعدة بين البلدين على خلفية الأعمال غير المشروعة والانتهاكات المتواصلة لأنقرة شرق المتوسط والتي وصلت إلى حد استعراض القوة العسكرية لكلا الطرفين قبل أن تُستأنف المفاوضات الشهر الماضي برعاية أطراف أوروبية عدة.
