أستانا منصة قسمت الأراضي السورية وشرعنت الاحتلال التركي لها

أكد المحلل السياسي غاصب مختار، أن اجتماع أستانا يمثل أداة ضغط سياسي من قبل روسيا وإيران والاحتلال التركي على الأطراف الأخرى المشاركة في الأزمة السورية، مشيراً أن روسيا والاطراف المجتمعة تريد عبره تمرير رسائلها ومواقفها إلى الأطراف الأخرى، موضحاً أن روسيا تريد الحفاظ على مصالحها.

نتهت الجولة العشرون من اجتماعات “أستانا” حول سوريا، بزعم روسيا وإيران ودولة الاحتلال التركي، الالتزام بالتوصل إلى حل سياسي مستدام يقوده الشعب السوري، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. مدعين قلقهم الشديد إزاء الأوضاع الإنسانية في سوريا، التي تفاقمت بسبب الزلزال المدمر في السادس من شباط الفائت.

لكن نائب وزير خارجية كازاخستان، كانات توميش، دعا بشكل غير متوقع إلى إنهاء هذا الاجتماع على الأراضي الكزخية، معلناً أن هدفه قد تحقق. وقال للصحفيين “يمكن اعتبار خروج سوريا التدريجي من العزلة في المنطقة علامة على أن عملية أستانا أكملت مهمتها”.

ومن الواضح أن هذه لم تكن خطة أطراف الاجتماع الثلاثة، إذ قالت في بيان مشترك بعد المحادثات، إن الاجتماع المقبل سيعقد في وقت لاحق من هذا العام دون تحديد المكان.

محلل سياسي: أستانا يشكل أداة ضغط سياسي من المجتمعين على الأطراف المشاركة في الأزمة السورية

قرار كازاخستان بإنهاء اجتماع “أستانا” فجأة، يمكن تفسيره بسبب عدة عوامل، وفقاً لما ذكره المحلل السياسي غاصب مختار، الذي قال: “قد تكون أحد هذه العوامل هو رؤية كازاخستان لتحقيق هدفها المعلن في استعادة سوريا إلى الحاضنة العربية بعد عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية”.

محلل سياسي: روسيا تسعى للحفاظ على نفوذها بالمنطقة

وأكد أن أستانا يمثل أداة ضغط سياسي على الأطراف الأخرى المشاركة في الأزمة السورية، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وباستمرار هذا المسار، يمكن لروسيا أن تحتفظ ببعض المصداقية والقوة التفاوضية في المشهد الدولي، وذلك من خلال تمرير رسائلها ومواقفها بشكل فعّال إلى الأطراف الأخرى، لذلك ترغب موسكو في الاستمرار في مسار أستانا رغم انسحاب كازاخستان، مؤكداً أن روسيا تسعى للحفاظ على نفوذها بالمنطقة.

وعن السيناريوهات المتوقعة، أكد غاصب مختار “إما أن تمدد المحادثات في مكان آخر، أو أن نشهد تطبيعاً وتقارباً تركياً مع بشار الأسد، لكن تعترض هذا السيناريو عدة عقبات، من بينها أن عرض أردوغان الأخير للأسد كان لأغراض انتخابية، لكن الآن بعد أن فاز بولاية جديدة، فإن مثل هذا الاجتماع غير مرجح”.

فشل ما بعده فشل..ثمانية عشر جولة من أستانا والأزمة السورية تتعمق أكثر

وتستضيف كازاخستان منذ بداية عام ألفين وسبعة عشر اجتماعات أستانا على أرضها، إذ عقدت 18 جولة من أصل 20 جولة في العاصمة نور سلطان.

وأبرز ما حققته أستانا للسوريين هو تقسيم الأراضي السورية إلى ما تسمى مناطق “خفض التصعيد” تحت إشراف الأطراف الثلاثة روسيا وإيران والاحتلال التركي، وساهم أيضاً في تعويم حكومة دمشق وإطلاق يد دولة الاحتلال التركي بشكل أكبر لاحتلال الأراضي السورية وشرعنة هذا الاحتلال.

مخرجات أستانا: هجوم على مكافحي الإرهاب..وهدوء في مفرخة المتطرفين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى