أطراف عانت الشعوب السورية على يدها الويلات تجتمع في موسكو

في شرعنة واضحة للاحتلال التركي للأراضي السورية، يجتمع اليوم في موسكو نواب وزراء خارجية حكومة دمشق وروسيا وإيران مع الاحتلال التركي. هذه الاطراف تجتمع لمناقشة كيفية القضاء على الشعب السوري وأمله الوحيد في الحرية والمتمثل بمشروع الإدارة الذاتية.

تجتمع في العاصمة الروسية موسكو، على مدار اليوم وغداً، أربعة أطراف هي حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي وإيران وروسيا التي عانت الشعوب السورية على أيديها الويلات خلال أكثر من عقد من الزمن، في ظل استمرار الأزمة السورية.

الاجتماع يعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، ويهدف للتحضير للقاء وزراء خارجية الأطراف الأربع في إطار تطبيع العلاقات بين الاحتلال التركي وحكومة دمشق برعاية روسية إيرانية.

الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في 15 و16 آذار الماضي، تأجل بسبب تصريحات بشار الأسد الذي زار موسكو بالتزامن مع ذلك الموعد، وحديثه عن أن أي لقاء يحدث يجب أن يبحث انسحاب جيش الاحتلال التركي من المناطق السورية المحتلة ووقف الاحتلال في دعم الإرهاب.

ولكن رغم أن تركيا تحتل أجزاء من سوريا، إلا أن روسيا التي تعيش مأزق تحركها العسكري في أوكرانيا منذ أكثر من سنة، تسعى بشدة لتطبيع العلاقات بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي حفاظاً على مصالحها مع دولة الاحتلال التي تساعدها في الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها، دون أن تأبه بدماء السوريين ومصحلتهم الوطنية.

ويسعى الرئيس الروسي بشدة لتأمين فوز زعيم الفاشية التركية أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 أيار المقبل، ولذلك يسعى لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة من أجل مساعدة زعيم الفاشية أردوغان الذي يعاني من تدهور في شعبيته بعد أن كشف الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة حجم الفساد الكبير في حكومته.

الاحتلال التركي يرغب في القضاء على الكرد

الاحتلال التركي يتوجه إلى هذا الاجتماع وهو يسعى إلى أمر واحد، وهو القضاء على الشعب الكردي والإدارة الذاتية التي تطورت في منطقة شمال وشرق سوريا بريادة الكرد. فالاحتلال التركي ومنذ تأسيس جمهوريته يرى وجوده في فناء الشعب الكردي أينما كان، ولذلك يضع جميع إمكانيات الدولة في خدمة القضاء على الكرد.

ومع تهاوي شعبية زعيم الفاشية التركية أردوغان واحتمالية خسارته للانتخابات، فهو يريد بشدة شن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا، من أجل كسب أصوات القوميين والشوفيين الأتراك. ويريد من هذا الاجتماع أن يحصل على ما يريد وجر حكومة دمشق إلى مخطط مشترك لاستهداف الكرد والإدارة الذاتية.

حكومة دمشق تشرعن الاحتلال التركي للأراضي السورية

وفد حكومة دمشق الذي توجه إلى موسكو أمس، وقبل مغادرته دمشق، قال إنه ذاهب لمناقشة انسحاب الاحتلال التركي من الأراضي السورية، ومحاربة الإرهاب.

موقف يبدو إنه جيد إن كان مبدأياً، ولكن مجرد موافقة حكومة دمشق على الجلوس مع الاحتلال التركي على طاولة واحدة، فأنه بذلك يقبل بالاحتلال التركي للأراضي السورية، ويشرعنها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى