عبّر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن استغرابه من حديث أردوغان حول إغلاق قاعدة إنجرليك, وأكّد أنه يحتاج إلى الحديث مع نظيره التركي لفهم مدى جدية أردوغان, وذلك في وقت تتصاعد حدة التوتر بين البلدين.
وقال إسبر إنه إذا كانت تركيا جادة فيما يتعلق بإغلاق قاعدة كورجيك فيجب عليها أن تناقش الأمر مع حلف شمال الأطلسي.
وتابع قائلا “أعتقد أن هذا شأن يخص الحلف، والالتزام مع الحلف، إذا كانوا جادين فعلا فيما يقولون”.
وكان أردوغان قد حذر يوم الأحد من أنه قد يغلق قاعدتي كورجيك وإنجيرليك ردا على تهديدات بفرض عقوبات أمريكية على بلاده وعلى قرار لمجلس الشيوخ الأمريكي اعتبر عمليات قتل الأرمن إبادة جماعية, فضلا عن الغضب الأمريكي من شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية إس أربعمئة .
إسبر يطالب أنقرة بتوضيحات حول تعليقات أردوغان بإغلاق قاعدة إنجرليك
لاينفك الرئيس التركي أردوغان، بتوظيف ملفات وقضايا عدة لابتزاز الدول الغربية والولايات المتحدة، فبعد التلويح بورقة اللاجئين ومرتزقة داعش، هدد أردوغان مجدداً بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكورجيك في تركيا، اللتين تستخدمها الولايات المتحدة حالياً في الحرب على داعش.
وبهذا الصدد قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إنه بحاجة إلى الحديث مع نظيره التركي، خلوصي آكار، لفهم مدى جدية أردوغان بإغلاق إنجرليك التي تحوي رؤوساً نووية أمريكية.
وفي وقت سابق قال اردوغان إن تركيا قد تغلق قاعدة إنجيرليك الجوية، رداً على تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات، على خلفية شراء أنقرة منظومة إس 400 الدفاعية الروسية، وكذلك قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي اعترف بالإبادة الجماعية للأرمن بداية القرن الماضي.
كما تطرق وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو، هذا الأسبوع إلى وضع هاتين القاعدتين، مشيراً إلى أن قرار إغلاقهما يمكن أن “يطرح على الطاولة” ردا على أي عقوبات.
تركيا تلوح مراراً بإغلاق قاعدة إنجرليك عند كل توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة
وهدّدت تركيا مراراً بإغلاق هاتين القاعدتين العسكريتين، حيث تلوح أنقرة باتخاذ هذا القرار عادة عند كل توتر دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن.
وتستخدم القوات الأمريكية الجوية قاعدة إنجرليك جنوب تركيا في إطار محاربة داعش في سوريا، بينما تضم قاعدة كوريجيك جنوب شرق البلاد محطة رادار كبرى لحلف شمال الأطلسي.
وفي الأشهر الأخيرة تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا الحليفين في الناتو على خلفية غزو أنقرة لمناطق شمال وشرق سوريا.
التهديد التركي جاء بعد تبني الكونغرس الأمريكي عقوبات على أنقرة واعترافه بإبادة الأرمن
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي تبنت الأربعاء الماضي اقتراح قانون يدعمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي، بفرض عقوبات قاسية على تركيا ومسؤوليها على خلفية صفقة شراء صواريخ إس-400 والهجوم على شمال سوريا.
وفي اليوم التالي تبنى مجلس الشيوخ بالإجماع أيضا نصاً “من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسمياً”، والتي ارتكبتها الدولة العثمانية عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر , وراح ضحيتها مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الأرمني.
وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية العمل في بناء قاعدة إنجرليك خلال الحرب الباردة عام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين، وتضم مئة وخمسين رأسا نوويا نشرتها الولايات المتحدة فيها، فيما تتحدث تقارير عن تخزين خمسين رأسا نوويا في القاعدة حاليا.
