إلى جانب حصارها… حكومة دمشق تستخدم المياه كسلاح ضد مهجري عفرين وسكان ناحية تل رفعت

قلّصت مؤسسة المياه التابعة لحكومة دمشق كمية مياه الشرب عن ناحية تل رفعت، في وقت تتعرض فيه المنطقة لهجمات الاحتلال التركي، ما يثير الشوك حول تكامل سياسات الطرفين ضد أهالي الشهباء ومهجري عفرين.

يعاني مهجرو عفرين وسكان ناحية تل رفعت منذ مطلع شهر آب الجاري، من نقص كمية المياه المخصصة لناحية تل رفعت التي تأوي أكثر من 22 ألف نسمة من مهجري عفرين والسكان الأصليين. حيث قلّصت مؤسسة المياه التابعة لحكومة دمشق كمية مياه الشرب المخصصة للناحية والقرى المحيطة بها بالتوازي مع تصاعد تهديدات الاحتلال التركي بشن هجمات على المنطقة.

وقلّلت الشركة تزويد الناحية بالمياه من 4 ساعات إلى ساعة واحدة يومياً بسبب عدم توفر مادة المازوت نتيجة الحصار، حيث كانت الشركة تحصل على كمية 60 ألف لتر من مادة مازوت شهرياً في حين أصبحت الآن تحصل على 9 آلاف لتر فقط.

ويأتي تقليص حكومة دمشق للمياه المخصصة لتل رفعت، بعد أن قلصت اليونيسيف في تموز العام الماضي، كمية مياه الشرب المخصصة لمقاطعة الشهباء، من 2400 إلى 1000 متر مكعب يومياً، حارمةً بذلك ما يزيد عن 80 ألف نسمة يعيشون في 37 قرية وبلدة من حاجتهم من مياه الشرب.

الحصار وتقليص المياه يتزامن مع الحديث عن تقارب بين دمشق وأنقرة وتهديدات الأخيرة بشن هجمات احتلالية جديدة

ويأتي تشديد الحصار على الشهباء وتقليص كمية المياه من قبل حكومة دمشق، في وقت يكثر فيه الحديث عن تقارب بين الاحتلال التركي وحكومة دمشق، وبخاصة بعد اجتماعي طهران وسوتشي، بالتزامن مع تهديدات الاحتلال بشن هجمات على المنطقة.

بلدية الشعب في تل رفعت تحاول تخفيف المعاناة عن الأهالي من خلال توفير المياه لهم

وأمام هذا الوضع، تسعى بلدية الشعب في ناحية تل رفعت التابعة لهيئة البلديات في إقليم عفرين وفي حدود إمكاناتها الضئيلة، لمساعدة الأهالي وتوفير مياه الشرب لهم عن طريق الصهاريج، حيث تقدم لهم البرميل الواحد بسعر رمزي يقدر بـ 50 ليرة.

أهالي تل رفعت يعبرون عن سخطهم تجاه ممارسات حكومة دمشق: تسعى لتهجيرنا من أرضنا

ولكن حكومة دمشق تسعى لوضع العراقيل أمام توفير المياه بهذه الطريقة أيضاً، عبر تقنين ساعات عمل الآبار والمناهل الخاضعة لسيطرتها.

وأمام هذا الوضع، عبر أهالي ناحية تل رفعت عن استيائهم من ممارسات حكومة دمشق، وقالوا إن منع حكومة دمشق من دخول المازوت وتقليص كمية المياه، يأتي في إطار سياسة تهدف لإجبار مهجري عفرين على ترك مقاطعة الشهباء أيضاً، لافتين أن المنطقة تتعرض لقصف يومي من قبل الاحتلال التركي وسط صمت من حكومة دمشق.

ومن جانبه، لفت الإداري في لجنة المياه في بلدية الشعب لناحية تل رفعت، شيروان أوسو، أنهم في البلدية يشترون اللتر الواحد من المازوت بسعر 5 آلاف ليرة ولكنهم يقدمونه لأصحاب الصهاريج بسعر 250 ليرة فقط، في سبيل تقليل التكاليف على الأهالي، وتوفير مياه الشرب لهم.

هذا وتمنع قوات حكومة دمشق المتمركزة على الطريق الواصل بين مدينة منبج ومقاطعة الشهباء منذ مطلع شهر آب الجاري، من دخول صهاريج المازوت إلى المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى