خمس سنوات على تحرير قوات سوريا الديمقراطية لبلدة الباغوز

يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة للقضاء على مرتزقة داعش جغرافياً في شمال وشرق سوريا، بعد تحرير الباغوز عام ألفين وتسعة عشر، ولكن خطر المرتزقة ما زال قائماً بسبب دعم الاحتلال التركي له ومساعيه لإعادة إحياءه.

في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، انتهت معركة الباغوز شرق مدينة دير الزور، ومعه تم القضاء عليه جغرافياً في شمال وشرق سوريا، بعد أن شكلت مقاومة كوباني البداية لسلسلة حملات متلاحقة خاضتها وحدات حماية الشعب والمرأة ولاحقاً قوات سوريا الديمقراطية ضدهم بدءاً من عام ألفين وأربعة عشر، قدمت خلالها أكثر من أثنا عشر ألف شهيد وأكثر من عشرين ألف جريح.

ومع تحرير الباغوز تم القضاء على المرتزقة جغرافياً في شمال وشرق سوريا، وتم إلقاء القبض على آلاف المرتزقة.

خطر مرتزقة داعش ما زال قائماً

ورغم القضاء عليه جغرافياً، إلا أن خطر مرتزقة داعش مازال قائماً، حيث يشن المرتزقة هجمات بين الحين والآخر في شمال وشرق سوريا، في مسعى لتهريب المرتزقة من السجون والبالغ عددهم نحو أثنا عشر ألفاً، وكذلك أفراد عوائله في مخيم الهول الذي يضم أكثر من خمسين ألف شخص بينها الآلاف من نساء وأطفال عائلات المرتزقة.

وكان الهجوم على سجن الصناعة في العشرين من كانون الثاني ألفين واثنين وعشرين، الأوسع نطاقاً منذ هزيمته، حيث كان المرتزقة يسعون للسيطرة على مدينة الحسكة والوصول إلى مخيم الهول ثم مدينة الرقة التي كانت ذات يوم معقلهم الأساسي، ولكن التدخل السريع لقوات سوريا الديمقراطية أفشل هذه المحاولة.

كما واصل المرتزقة عمليات الاغتيال والتهديد وتدريب الأطفال على الفكر المتشدد في مخيم الهول إلى جانب القيام بعمليات اغتيال في الرقة ودير الزور والحسكة، ما دفع قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ العديد من العمليات ضدها منها ثلاثة عمليات واسعة النطاق هي (صاعقة الجزيرة، الانتقام لشهداء الرقة، تعزيز الأمن في دير الزور) إلى جانب حملة الإنسانية والأمن في مخيم الهول على شكل ثلاث مراحل.

وتشكل مراكز احتجاز مرتزقة داعش وأفراد عائلاتهم أرضاً خصبة لـ “داعش” في ظل الغموض الذي يلف مصيرهم الملغوم بقبول دولهم لإعادتهم، وهذا ما لا ترغب به أغلب الدول، وموقف السويد الأخير ورفضها لإعادة رعاياها قد يشير لذلك.

مرتزقة داعش يشكلون خطراً عالمياً..هجوم روسيا أكبر دليل

كما لم تقتصر هجمات مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا، بل يشن المرتزقة باستمرار هجمات على قوات حكومة دمشق نظراً لتواري المرتزقة في بادية مترامية الأطراف هناك، وكثف المرتزقة من هجماتهم في مختلف أنحاء العالم، من إفريقيا إلى روسيا التي تعرضت مساء أمس لهجوم أودى بحياة أكثر من ستين شخصاً وإصابة أكثر من مئة وخمسة عشر آخرين.

كلمة السر في القضاء على مرتزقة داعش هي وضع حد لدعم الاحتلال التركي له

ورغم مساعي القضاء على مرتزقة داعش، إلا أن دولة الاحتلال التركي بزعامة الفاشي أردوغان، هي من تبقي داعش حياً عبر الدعم اللامحدود الذي تقدمه له، ففي الوقت الذي تحارب فيه قسد المرتزقة، يشن الاحتلال التركي الهجمات على هذه القوات ويوفر الظروف المناسبة لإعادة إحياءه من خلال تدمير البنية التحتية في شماء وشرق سوريا واستهداف القادة والقوات التي تحارب القوات. ولذلك فأن كلمة السر في القضاء على مرتزقة داعش وإنهاء خطره على الإنسانية يكمن في وضع حد للاحتلال التركي الذي حوّل المناطق التي يحتلها في سوريا إلى أكبر بؤرة للإرهابيين حول العالم ومقتل أبو بكر البغدادي عام ألفين وتسعة عشر وأبو إبراهيم القرشي في ألفين واثنين وعشرين في إدلب المحتلة تركياً أكبر دليل على ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى