احتفاء أردوغان بالقمة الأفريقية لا يحجب عن الأتراك معضلة تهاوي عملتهم

باءت محاولات رئيس النظام التركي أردوغان لتشتيت الأنظار عن أزمة التراجع القياسي لسعر العملة بالفشل؛ إذ لم يُجْد الاستعراض في القمة التركية – الأفريقية نفعا، وتركز الاهتمامُ الشعبي التركي على ما يبدو على معضلةً اقتصادية تعالَج بطريقة معكوسة.

نشط الرئيس التركي امس في استقبال الرؤساء الأفارقة الضيوف الذين يشاركون في القمة المقررة اليوم السبت من أجل تعميق الشراكة الأفريقية – التركية، لكن أنظار الأتراك موجهة إلى أزمة الليرة وكيفية الخروج منها في ظل ضبابية الموقف الرسمي وتمسك أردوغان بتطبيق “سياسة غير تقليدية” من باب خالِفْ تُعرفْ.

وتفاقمت أزمة العملة التركية الجمعة؛ إذ هوت ثمانية في المئة إلى انخفاض قياسي جديد أمام الدولار، وسط مخاوف من اشتداد دوامة التضخم التي أحدثتها خطة أردوغان لخفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع الأسعار.

حيث وصل سعر الليرة إلى 17.0705 للدولار، مما أدى إلى تدخل البنك المركزي في السوق بشكل مباشر لدعم العملة التركية المتعثرة، وهو التحرك الخامس الذي يقوم به هذا الشهر لمواجهة ما وصفه بالأسعار “غير الصحية”.

توقيت القمة لا يتناسب مع الظرف الذي تعيشه تركيا، وهي تَعِد بمشاريع مستقبلية فيما الأتراك يريدون حلولا عاجلة حيث يقول خبراء ومحللون اقتصاديون إنه من المرجح أن يتجاوز التضخم 30 في المئة العام المقبل.

ويندرج عقد القمة في أنقرة -بمشاركة 16 رئيس دولة وحكومة في القمة، بجانب 102 من الوزراء الأفارقة، من بينهم 26 وزير خارجية- في إطار الرهان على إقامة علاقة استراتيجية مع أفريقيا لتكون بديلا عن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد التركي خلال السنوات الماضية بسبب السياسة الصدامية التي ينتهجها أردوغان، والتي أفقدته مزايا وفرصا كان يتمتع بها في علاقته بأوروبا والشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى