الأوضاع الاقتصادية تتفاقم في مناطق سيطرة حكومة دمشق

في الوقت الذي تتجاهل فيه حكومة دمشق مطالب الشعب وتتعنت في تقديم أي تنازلات سياسية، يحذر مراقبون من أن يؤدي غضب الشعب في مناطق سيطرة دمشق نتيجة الأزمات المتفاقمة إلى انفجار مجتمعي بدأت ملامحها تظهر بخط عبارات مناهضة للحكومة على الجدران وتنظيم الاعتصامات والاحتجاجات.

تعيش مناطق حكومة دمشق منذ أواخر العام الماضي، على وقع أزمات تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجة فقدان المحروقات وارتفاع أسعارها، وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار السلع الأساسية والأدوية وحليب الأطفال، في حين لا يزال راتب الموظف الشهري عند 150 ألف ليرة وسطياً في وقت وصل فيه سعر صرف الليرة إلى نحو 6500 ليرة أمام الدولار الواحد.

هذه الأسباب وأسباب أخرى مرتبطة بالقبضة الأمنية لقوات حكومة دمشق وتمسكها بذهنيتها الرافضة لقبول الآخر، دفعت سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى النزول للساحات والتعبير عن رفضهم للواقع المأساوي الذي يعيشونه بطرق مختلفة.

كتابات على جدران الزبداني وقدسيا والهامة مناهضة لحكومة دمشق

وفي تطور جديد، بدأت تنتشر في أحياء العاصمة دمشق وريفها، كتابات جدارية تناهض حكومة دمشق وتطالب بإسقاطها.

حيث خط أشخاص كتابات على جدران في مدينة الزبداني، وكذلك في الهامة وقدسيا، بعد كتابات مشابهة على الجدران في حي الميدان الدمشقي ومناطق الكسوة والحجر الأسود وقطنا وقرية عين حور بريف دمشق.

تظاهرات واعتصامات في السويداء تطالب بالتغيير السياسي

كما شهد الجنوب السوري وخصوصاً السويداء مؤخراً اعتصامات وتظاهرات طالبت بالتغيير السياسي، وبمحاكمة المافيات المسؤولية عن إفقار الشعب السوري وتجويعه.

كاتب وحقوقي سوري: الاستبداد كان ولا يزال يحرم السوريين من حقوقهم المشروعة

وفي هذا السياق، قيّم الكاتب والحقوقي السوري، عادل هادي، هذه التظاهرات والاعتصامات في حديث لوكالة أنباء هاوار، وقال إنه “لم تتغير أسباب المطالبة بتغيير النظام وصولاً إلى الحرية والكرامة باعتبار أن الاستبداد كان وما زال يحرم السوريين من حقوقهم المشروعة”.

كاتب وحقوقي سوري يؤكد على أهمية استمرار التظاهر لتحقيق مطالب السوريين بالانتقال السياسي

وأوضح هادي أن الذي تبدل هو أن “الصورة أصبحت أكثر وضوحاً لجهة لزوم الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي بعد انكشاف خداع وخيانة الإسلام السياسي لقضية السوريين عموماً”، مؤكداً على أهمية استمرار التظاهر لتحقيق مطالب السوريين بالانتقال السياسي.

كاتب وحقوقي سوري: الانفجار المجتمعي في مناطق حكومة دمشق حاصل لا محالة

وأشار هادي أنه وبحكم الانهيار الاقتصادي والانهيار المتسارع لقيمة الليرة السورية وارتفاع معدلات الفقر واتساع شموله، فإن الانفجار المجتمعي حاصل لا محالة؛ بسبب عجز الحكومة عن تقديم الحلول الإنقاذية وفشلها بالعموم في إدارة الأزمة، لذلك أصبحت الخيارات معدومة إلا بالحل الجذري الشامل بتطبيق القرار (2254) الصادر عن مجلس الأمن.

مختتماً حديثه بالإشارة إلى أن الأوضاع تسير إلى الانفجار في ظل تنازع قوى السيطرة الدولية وعدم إدراكها أن الشعب السوري قد استنفذ إمكانية الصبر ونال أكثر من قدرته على تحمل الأذى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى