الإعلامي الشهيد عصام عبد الله..شعلة منيرة في مسيرة الإعلام الحر

في ليلة الـ 19 من تشرين الثاني المنصرم، ارتكب الاحتلال التركي مجزرة بحق أهالي ناحية ديرك بمقاطعة قامشلو، وكان من بينهم الشهيد عصام عبد الله الذي توجه إلى هناك لنقل حقيقة وحشية الاحتلال عبر كاميرته وقلمه.

في عام 1983، أبصر الشهيد عصام حسن عبد الله النور في بلدة عابرة التابعة لناحية جل آغا بمقاطعة قامشلو في كنف أسرة وطنية مناصرة لحركة حرية كردستان.

بقيت أسرة الشهيد عصام طوال فترة التسعينات في البلدة، تعمل في الزراعة وتربية الحيوانات، حتى انتقلت إلى بلدة رميلان التابعة لمقاطعة قامشلو عام 2009 لتستقر فيما بعد في ناحية ديرك عام 2015.

قصد كوادر حركة حرية كردستان، بلدة عابرة عام 1985، وتعرفت العائلة على الحركة عن طريقهم وارتبطت فكرياً معها وفتحت بابها لكوادرها.

ربته والدته على الصدق والأمانة، وعرف الشهيد عصام بين جميع من عرفه بالشاب صاحب الخلق الرفيع، الصادق، الشريف، الأمين، الهادئ، يُؤثر الآخرين على نفسه.

تعلق الشهيد عصام منذ صغره باللغة الكردية، وتعلمها مع إخوته ومجموعة من رفاقه في البلدة والتي كانت تدرس بشكل سري.

عند انطلاق ثورة روج آفا عام 2012 انضم في البداية إلى كونفدراسيون الطلبة الكرد الوطنيين، ووكلت إليه مهمة تنظيم وحماية مكتبة المركز الثقافي في بلدة رميلان.

عام 2013 بدأت محطة أخرى في حياته، واختار مهنة الصحافة، ليعمل مراسلاً في صحيفة روناهي؛ إذ اقتصر عمله في البداية على توزيع الجرائد على قرى وبلدات ومدن المنطقة.

وبعد سنوات من العمل في الصحيفة، انضم في عام 2018 إلى وكالة أنباء هاوار، وعمل مراسلاً في مدينة ديرك والنواحي التابعة لها.

وسخر الشهيد عصام فترة شبابه للإعلام وتوثيق قضية شعبه دون كلل أو ملل، حيث مارس هذه المهنة بكل حب ودقة وصدق وإخلاص ومهنية، حاملاً آلة التصوير على كتفه؛ لتوثيق ما يجري من أحداث ميدانية وفق معايير ومواثيق العمل الصحفي.

إلى جانب عمله الصحفي، عرف الشهيد عصام على الصعيد الاجتماعي بمشاركة سكان المنطقة في أفراحهم وأتراحهم وإيلاء الأهمية للجانب الثقافي والتاريخي للشعب الكردي، حيث كان يبحث عن تاريخ قبائل وعشائر المنطقة سعياً لتوثيقها.

في ليلة الـ19 – 20 من تشرين الثاني الفائت، وضع عصام جميع المخاطر نصب عينيه، وتوجه تحت القصف الجوي الكثيف إلى قرية تقل بقل في ناحية ديرك ليوثق جرائم دولة الاحتلال التركي واستشهد وهو يوثق مجزرة ديرك، ليصبح نجمة أخرى تضيء في سماء الحرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى