الاحتلال ماضٍ في تتريك عفرين من بوابة الدين والتعليم بعد تغيير ديمغرافيتها

يسعى الاحتلال التركي إلى تتريك المناطق المحتلة في الشمال السوري، وخصوصا عفرين التي هجر أغلب سكانها الكرد، وذلك من بوابة التعليم والأفكار الدينية المتشددة، مستخدما في تحقيق ذلك المنظمات المتطرفة التابعة له والتي تعمل تحت ستار العمل التعليمي والتربوي.

ضمن مساعيها لتتريك المناطق المحتلة في الشمال السوري، وبالأخص منطقة عفرين بعد تهجير سكانها الأصليين،
أدرجت دولة الاحتلال التركية محاور الدين والتعليم ضمن خُططها الأهم والأخطر في سبيل تحقيق ذلك،
وتخضع منطقة عفرين المحتلة لتغيير ديمغرافي واسع، وزرع أفكار حزب العدالة والتنمية الأخواني في عقول من تبقّى من سكانها الكرد إضافة لعائلات المرتزقة المستوطنين في منازل أكثر من ثلاثمئة وخمسين ألف شخص تم تهجيرهم قسريا من أرضهم التاريخية.
وتأتي هذه الخطط والإجراءات التي تسعى لفرض الفكر الديني المتطرف على السوريين من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، بالتزامن مع بناء جدار جغرافي عازل حول عفرين لسلخها عن سوريا.
ومن ضمن ذلك أعلنت جمعية مايسمى شباب الهدى السورية التابعة للاحتلال، عن تقديم خدمات اجتماعية وأنشطة دينية متشددة في المقاطعة، وذلك بالتعاون مع وقف الديانة التركي.
وأفاد بيان صادر عن الجمعية، نقلته وسائل إعلام تركية، أنها نظمت دورات دينية للأطفال والبالغين في مدينة عفرين والبلدات والقرى التابعة لها.
ويواصل الاحتلال التركي ومجموعاته المرتزقة ، ابتكار مختلف أنواع الوسائل ضمن مساعيهم لتهجير مَن تبقّى مِن الأهالي والمواطنين الكرد، وبالتالي إحداث عملية تغيير ديموغرافي كاملة في المنطقة.
وبينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، فإنها بدأت سريعا بإدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري المحتلة، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء الشوارع والمعالم التاريخية والقرى والبلدات بأخرى تركية، وفرض التعامل بالليرة التركية، كما بدأت بمشاريع إنشاء جامعات تركية للسوريين نحو تعميق أكثر لعمليات التتريك.
يشار إلى أن الجيش التركي ومجموعات سورية مرتزقة احتلت مقاطعة عفرين في الثامن عشر من آذار ألفين وثمانية عشر، بعد مقاومة تاريخية دامت نحو شهرين أمام أعتى آلات القتل والتدمير استخدمها الاحتلال في عدوانه الذي خلف مجازر راح ضحيتها مئات المدنيين، كما تسببت بتهجير أكثر من ثلاثمئة وخمسين ألفا من سكانها، فيما يعيش من تبقى من سكانها الكرد، مأساة إنسانية حقيقية، وانتهاكات ترقى إلى الإبادة بشهادة المنظمات الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى