التحولات الإقليمية والدولية دفعت العرب لإعادة العلاقات مع سوريا بعد دعمهم للمعارضة لسنوات

دفعت التحولات الكبيرة والتطورات على الساحتين الإقليمية والعربية، واستمرار الصراع في سوريا، الدول العربية لوقف الدعم عن المعارضة السورية، والتوجه لعودة العلاقات مع حكومة دمشق، التي استعادت مقعدها في الجامعة العربية، إضافة لحضور الأسد القمة العربية في السعودية.

يعد حضور بشار الأسد، قمة جامعة الدول العربية في السعودية، الجمعة، نتيجة لتحولات كبيرة في سياسة الدول العربية التي دعمت في السابق خصومه في ما تعرف بالمعارضة.

وخلال السنوات السابقة، عارضت السعودية بقوة الأسد، ودعمت المعارضة بالمال والسلاح لجانب دول خليجية أخرى، إلا أنه مع استمرار الحرب والصراع والتغيرات التي طرأت على العالم بعد الحرب الأوكرانية، دفعت هذه الدول لتغيير سياستها، وكانت استعادة العلاقات بين الرياض وطهران في إطار هذه التغيرات.

بعد عداء لأكثر من عقد من الزمن..السعودية قادت الجهود العربية لعودة دمشق للجامعة العربية

عودة العلاقات بين دمشق والرياض، جاءت بعد تصريحات رسمية سعودية عن أن الأسد لن يكون له أي مستقبل في سوريا، أو أي مرحلة انتقالية.

ومع مرور السنوات، وتغيير بعض الدول العربية سياساتها تجاه دمشق، وعلى رأسها الإمارات، لم تظهر السعودية أي مؤشر يدل على عودة العلاقات، إلا أنه وخلال وقت قصير، أعلن الطرفان عن اجتماع لوزراء الخارجية وعودة العلاقات، وزيارة فيصل بن فرحان لدمشق ولقاءه بالأسد، وقيادة السعودية مساعي إعادة سوريا للجامعة العربية، ومن ثم دعوى الأسد لحضور القمة العربية، في جدة اليوم.

رويترز: السعودية قلقة من النفوذ الإيراني في سوريا وتريد من دمشق كبح تجارة المخدرات

وبحسب ما نقلت “رويترز” عن سياسيين، فإن النفوذ الإيراني في سوريا لا يزال يشكل مصدر قلق للرياض، والمملكة تتوقع من الأسد كبح تجارة المخدرات العابرة للحدود.

يشار إلى أن بعض الدول بداية عارضت عودة دمشق للجامعة العربية، على رأسها قطر، إلا أن الجهود السعودية وثقلها الإقليمي، دفعت هذه الدول للتراجع، بحيث أنها لا تستطيع الخروج من الإجماع العربي.

إعادة الإمارات لعلاقاتها مع دمشق جاء بسبب زيادة النفوذ الإيراني والتحركات التركية في سوريا

كما كان للإمارات دور كبير في عودة الأسد للحاضنة العربية، بعد دعم المعارضة لسنوات، وهذا الدور جاء بحسب “رويترز” لمواجهة النفوذ الإيراني والتحركات العسكرية التركية في الشمال السوري.

الفلتان الأمني في الجنوب السوري والنفوذ الإيراني والتصعيد مع إسرائيل.. الأردن يهدف لحل هذه المشاكل

أما الأردن، فدوره لا يقل عن أدوار الدول العربية الأخرى، كونه الأكثر تضرراً بما يحصل في سوريا، من حيث الفلتان الأمني في الجنوب السوري وانتشار المسلحين والقوات الإيرانية، وهو ما يمكن أن يعرض أمنها القومي للخطر، وتجعل أراضيها مسرحاً للتصعيد الإسرائيلي الإيراني، إضافة لما يشكله اللاجئون السوريون عبئاً على اقتصاد المملكة.

بيدرسن: الدول العربية تدعم مقاربة خطوة بخطوة وعلى دمشق استثمار المبادرة العربية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى