قوى سياسية عراقية تحذر بغداد من مشاركة تركيا في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني

حذرت جهات سياسية عراقية، بغداد، من زج العراق في أيّة حرب لصالح تركيا وضد حزب العمال الكردستاني كون ذلك سيدخل البلاد في متاهة حروب جديدة، فيما أكدت مصادر عراقية أنّ أصوات معارضة عدة خرجت من أكبر الكتل السياسية ترفض التعاون مع الاحتلال التركي لمحاربة الكرد والعمال الكردستاني.

يسعى الاحتلال التركي لزج العراق في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد الكرد وحركة التحرر الكردستانية، وذلك عبر ملفات ضغط عدة أبرزها، مياه نهري دجلة والفرات والطاقة والغاز والنفط وما يعرف بمشروع “طريق التنمية”، فيما رفضت جهات سياسية عراقية الدخول في هذه الحرب لصالح تركيا.

عدم توقيع أية اتفاقية أمنية والاكتفاء بتشكيل لجنة أمنية بين الطرفين

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر عراقية، بأنّ هناك تحفظات من قبل كتل سياسية عراقية لزج البلاد بحرب ضد حزب العمال الكردستاني، وأكدت أنّ توقيع مسودة اتفاق أمني بين تركيا والعراق كان من ضمن أجندة زيارة أردوغان، إلا أنه تم تأجيله لأجل غير مسمى، والاكتفاء بتشكيل لجنة أمنية لتعميق دراسة الاتفاق.

الإطار التنسيقي وكتله السياسية يرفضون المشاركة في مخططات أردوغان الاستعمارية

الكثير من الكتل السياسية الشيعية ومنها داخل الإطار التنسيقي؛ الرئيسي في تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، رفضت ذلك والدخول في تعاون أمني واستخباراتي مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني.

ولم تستبعد المصادر أن يكون هناك عوامل خارجية لفرملة التعاون الأمني بين بغداد وأنقرة، مع وقوف الفصائل العراقية الموالية لإيران حذرة بدخول تركيا كقوة رئيسية منافسة على النفوذ في العراق، خاصة الجانب الأمني الذي تريد طهران التحكم فيه.

وكان أردوغان قد زار بغداد وبعدها هولير الإثنين الماضي، وتم توقيع ستة وعشرين اتفاقا ومذكرة تفاهم من أصل سبع وعشرين اتفاقية كانت معدة للتوقيع بشكل مسبق.

وتحدّث مستشار رئيس الوزراء العراقي سبهان الملا جياد عن وجود معوقات حالت دون توقيع مسودة الاتفاق الأمني وإنّ الأمر اقتصر على تشكيل لجنة أمنية لدراسة اتفاق إطاري وتنسيق أمني على الحدود وتبادل المعلومات.

الاحتلال يطالب بغداد بإعطاء الديمقراطي الكردستاني صلاحيات واسعة لمحاربة العمال الكردستاني

ولفتت المصادر إلى أن الاتفاق الذي أعدته تركيا وطلبت من بغداد الموافقة عليه كان ينص، على منح الحزب الديمقراطي الكردستاني سلطات واسعة وضوءً أخضر للتحرّك داخل مناطق تواجد حزب العمّال الكردستاني وصولا إلى الحدود مع سوريا وهو ما ترفضه بشكل قطعي أحزاب فصائل شيعية عراقية.

علي الفتلاوي عضو تحالف الفتح يؤكد رفضهم بالدخول في حرب ضد العمال الكردستاني

بدوره رفض علي الفتلاوي عضو تحالف الفتح، أحد مكونات الإطار التنسيقي، مشاركة الحرب مع تركيا والحزب الديمقراطي ضد العمال الكردستاني، وشدد أنّ العراق لن يستفيد من هذه الحرب، مؤكداً أنّ الملف الأمني بين أنقرة وبغداد من الصعب السيطرة عليه كون العمال الكردستاني يمتلك مساحات واسعة وهو أعلم بجغرافية المنطقة وخطورتها ووعورتها.

وذهبت جهات عراقية حدّ تحذير السوداني من “توريط العراق في اتفاق أمني يُدخل البلد في متاهة حرب جديدة هو في غنى عنها”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى