التدخل الروسي في سوريا يعيد أكثر من ثُلُثي البلاد إلى سيطرة النظام

بعد مرور أكثر من أربع سنوات على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، شهدت خلالها خريطة التحالفات وتوازنات القوى تغيرات وتبدلات عدة، أفضت إلى سيطرة النظام على نحو ثُلُثي البلاد، بعد أن كان فقد السيطرة على أغلب أراضيها.
بعد مرور أكثر من أربع سنوات على التدخل الروسي في سوريا، نشرالمرصد السوري تداعيات التدخلات الروسية وتطورات المشهدين السياسي والعسكري, ففي الثلاثين من أيلول عام ألفين وخمسة عشر أعلن “بوتين” وقتها بأن التدخل سيقتصر على الضربات الجوية من أجل هزيمة داعش والمتطرفين، بطلب من رئيس النظام.
وبدأت القوات الروسية على الفور بشن ضربات جوية على مواقع داعش “لتنطلق بعدها سلسلة من الضربات والغارات والمساعدات العسكرية والسياسية للنظام”.
ووفقا لإحصائيات المرصد ، فإنه حتى اليوم المصادف للثلاثين من تشرين الثاني، بلغت المساحة الخاضعة لسيطرة النظام واحدا وسبعين في المئة من إجمالي الأراضي السورية، حيث استعادها من خلال المساعدات الروسية المقدمة إليه سواء على المستوى العسكري أوالسياسي من خلال الاتفاقيات التي عقدتها روسيا مع تركيا عبر “آستانا” و”سوتشي”.
ومنذ أن انخرطت روسيا في الصراع السوري عسكريا، حصدت طائراتها حياة الآلاف حسب المرصد السوري. وكانت الحرب السورية، باعتراف المسؤولين الروس أنفسهم، مسرحاً لتجربة ما يزيد على ستمئة قطعة سلاح. ولم تتوقف آلة القتل الروسية عند حد الغارات الجوية ودعم النظام بالأساليب العسكرية التقليدية، بل لجأت إلى استخدام وسائل غير تقليدية محرمة دولية.
لكن ومنذ الثالث والعشرين والرابع والعشرين من كانون الثاني ألفين وسبعة عشر، اتخذ الانخراط الروسي في الحرب السورية منحى جديدا، فبانطلاق النسخة الأولى من محادثات “آستانا” بين ماتسمى “المعارضة” السورية و”النظام”. شهدت الأراضي السورية تحولات هائلة في مساحات السيطرة على الأرض، وباتت تلك المحادثات بمثابة نقطة الانطلاق الأولى التي نجحت من خلالها روسيا بمعاونة تركيا، في إعادة السيطرة على أغلب الأراضي السورية إلى “النظام “، لتكون روسيا وتركيا قد قدمتا له وعلى طبق من ذهب ما فشل فيه على مدار السنوات السابقة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى