التوجه نحو استراتيجية الحرب المشروعة بوجه هجمات الإبادة

يصادف اليوم الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لقفزة 15 آب المجيدة، التي أرست قواعد ودعائم الدفاع الذاتي الذي يعتبر سياسة الأمن والحماية للمجتمع الأخلاقي والسياسي.

منذ تشكيل الجمهورية التركية لم تتوقف المجازر يوماً بحق الكرد، وبعد انقلاب 12 أيلول عام 1980، سعى الانقلابيون للقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي تأسس في 27 تشرين الثاني عام 1978، عبر اعتقال كوادر وأنصار الحزب.

ويقول القائد عبد الله أوجلان “إن 80 – 90% من كوادر الحركة كانوا رهن الاعتقال”، ولذا شنت الفاشية التركية هجوماً عنيفاً عليهم في السجون من أجل تصفية الحركة، ولكن العملية الفدائية للشهيد مظلوم دوغان والإضراب عن الطعام حتى الموت الذي نفذه محمد خيري دورموش وكمال بير وفرهاد كورتاي، أفشلت مخطط الفاشية.

وأمام هذا كان يتطلب بحسب القائد أوجلان “الشروع بحملة استراتيجية جديدة”، وكان لا بد من نقل العمليات التي كانت بمثابة دفاع عن الذات، إلى مستوى أعلى تستند إلى استراتيجية الحرب الشعبية، وعليه انطلقت قفزة 15 آب عام 1984 بقيادة معصوم قورقماز (عكيد) الذي كان قد أرسله القائد إلى الوطن في تموز عام 1980 للتحضير للكفاح الثوري المسلح.

القيادي عكيد يطلق الرصاصة الأولى التي هزت عرش الدكتاتورية والفاشية

في ذلك اليوم نفذ عكيد ومجموعة من الكريلا أول عملية ضد جيش الاحتلال التركي في ديهي بمنطقة شمزينان في شمال كردستان، وأطلق أول رصاصة هزت عرش الديكتاتورية التركية وكسرت حاجز الخوف، وأعلنت بداية مرحلة جديدة من النضال في التاريخ الكردستاني.

ويقيّم القائد أوجلان نتائج هذه القفزة قائلاً: “كانت مهمة، فلأول مرة تم التخطيط المدروس والمنسق لحملة عسكرية ستغير الوضع القائم من الجذور”.

بعد هذه الرصاصة، بدأ العمل على تجهيز مجموعات الكريلا وإرسالها إلى مناطق شمال كردستان، حتى وصلت اليوم إلى درجة تتصدى فيه لهجمات الاحتلال المدعوم بأسلحة الناتو المتطورة.

الاحتلال التركي يستنجد بحلف الناتو.. الغلاديو يحارب كريلا حركة حرية كردستان

جيش الاحتلال التركي، بقي عاجزاً أمام العمليات التي بدأت تنفذها قوات الكريلا بعد قفزة 15 آب، لذلك استنجد بحلف الناتو، واعتباراً من عام 1985 بدأ الحلف عبر ألمانيا التي كانت مركز غلاديو الناتو، بتقديم الدعم للاحتلال.

وفي ذلك يقول القائد أوجلان: “بات واضحاً أن القوة الأساسية التي تحارب في كردستان ضد حملة 15 آب 1984 هي قوى الغلاديو”.

الاحتلال التركي يستخدم الأسلحة النووية التكتيكية والأسلحة الكيماوية المقدمة من الناتو دون جدوى

منذ 14 نيسان المنصرم، يشن الاحتلال التركي هجمات بلا هوادة ضد قوات الكريلا في مناطق الدفاع المشروع، مستخدماً أسلحة حلف الناتو المتطورة، بما فيها الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية، ولكن هذه الهجمات تجابه بمقاومة منقطعة النظير من قبل قوات الكريلا التي تلحق الضربة تلو الأخرى بجيش الاحتلال، وتركته عاجزاً غير قادر على الحراك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى