الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد فيصل أبو ليلى

عندما نقلب صفحات تاريخ ثورة شمال وشرق سوريا، نصادف الكثير من الأسماء التي برزت كقادة لعبت دور الشرارة في ِإشعال المقاومة في قلوب شعوب المنطقة، وبهم بدأت الخطوات الأولى نحو تحقيق المكتسبات. بعض هؤلاء القادة ناضلوا وضحوا بحياتهم في سبيل تحرير مدنهم من سواد داعش، ومن بين هؤلاء القيادي فيصل أبو ليلى.

فيصل أبو ليلى، اسم يتذكره جميع أبناء مناطق شمال وشرق سوريا، يتذكرونه وهو يتقدم المقاتلين في مقاومة كوباني التي أذهلت العالم، يتذكرونه وهو رغم حدة المعارك وهولها يغني في خنادق القتال. في مثل هذا اليوم من عام ألفين وستة عشر، ارتقى القيادي في مجلس منبج العسكري وقائد كتائب شمس الشمال فيصل أبو ليلى شهيداً في حملة تحرير مدينة منبج التي انطلقت في الأول من حزيران.

أبو ليلى وبداية الثورة السورية

ولد فيصل سعدون أو أبو ليلى كما يعرف بين العامة، في كوباني عام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين، ولكنه انتقل للعيش في مدينة منبج اعتباراً من عام ألفين وخمسة، ومع بدء الثورة في سوريا، شارك في تأسيس لواء جبهة الأكراد وأصبح قائدها العسكري في المنطقة الشرقية وحارب في جبهات أحياء الأشرفية, والشيخ مقصود وحلب القديمة, اللاذقية, وعين عيسى”, ومع ظهور مرتزقة داعش في المنطقة توجه فيصل أبو ليلى إلى قتاله مع باقي الفصائل الموجودة في مدينة منبج.

المشاركة في المقاومة التاريخية بكوباني

وشارك أبو ليلى في المقاومة التاريخية في كوباني قائداً لكتيبة شمس الشمال في الجبهة الشرقية من المدينة، وأصيب سبع مرات وفي كل مرة كان ينقل للعلاج في شمال كردستان ولكنه كان يعود بسرعة لمتابعة المقاومة.

وشارك أيضاً في معارك تحرير صرين، تل أبيض، حملتي الهول والشدادي التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية، تحرير عين عيسى وسد تشرين.

وكلما كان يحرر منطقة، كان يقترب أكثر فأكثر من مدينته منبج، حتى حانت ساعة البدء بتحرير المدينة في الأول من حزيران عام ألفين وستة عشر، حيث شارك كعضو في مجلس منبج العسكري وقائد لكتائب شمس الشمال، ولكنه أصيب في اليوم الثالث للحملة وارتقى شهيداً بعد يومين. وتخليداً لتضحياته ونضاله سميت حملة تحرير مدينة منبج باسم “حملة الشهيد القيادي فيصل أبو ليلى”.

بعد مرور 6 سنوات على تحرير منبج … الاحتلال التركي يريد إعادة السواد إليها

قدم أبناء منبج الكثير من التضحيات لتحرير مدينتهم من إرهاب داعش الذي حولها بالتعاون مع الاحتلال التركي إلى نقطة لتجميع المرتزقة الأجانب وتوزيعهم على بقية الجغرافية السورية، لما تتمتع به المدينة من موقع استراتيجي يتوسط سوريا. واليوم بعد مرور قرابة ست سنوات على تحرير المدينة، يريد زعيم الفاشية التركية أردوغان، احتلال المدينة وإعادة السواد إليها من جديد. ولكن أبناء منبج الذين عاشوا أخوة الشعوب وأسسوا إدارتهم المدنية لن يقبلوا أبداً بعودة همج العصر إلى مدينتهم مدينة الشعراء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى