الذكرى السنوية الـ 4 لتأسيس الإدارة الذاتية

في الوقت الذي كانت فيه المناطق السورية المختلفة تتعرض للتدمير ويتهجر شعبها ويُقتل، كان هناك نموذج ديمقراطي في الإدارة يتطور في مناطق شمال وشرق سوريا جنباً إلى جنب مع الحرب ضد الإرهاب ومقاومة الاحتلال، وأثبت هذا النظام أنه الوحيد القادر على السير بسوريا نحو بر الأمان.

يصادف اليوم السادس من أيلول، الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كإحدى ثمار ثورة التاسع عشر من تموز التي انطلقت عام ألفين واثنا عشر من مدينة كوباني.

هذه الإدارة التي تجتمع تحت ظلها سبع إدارات ذاتية ومدنية، وضعت بذرتها الأولى في الواحد والعشرين من كانون الثاني عام ألفين وأربعة عشر بإعلان الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة وبعدها في كوباني وعفرين، وكلما تحررت منطقة من مرتزقة داعش، كان سكانها يشكلون إدارة ذاتية أو مدنية لإدارة شؤونهم بعد ما عانوه من سياسات التفرقة والتمييز إبان حكم البعث وما تلاه من معاناة في الأزمة على يد المرتزقة وداعش وجبهة النصرة.

قرار تشكيل إدارة موحدة لشمال وشرق سوريا اتخذ في المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية

قرار تشكيل الإدارة الذاتية الجامعة للإدارات الذاتية والمدنية السبع، جاء في المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية في السادس عشر من تموز عام ألفين وثمانية عشر.

الإدارة الذاتية نموذج أمثل لحل مشاكل الشرق الأوسط

وتستند الإدارة الذاتية إلى فلسفة الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان، وتعتبر النموذج الأمثل لحل مشاكل الشرق الأوسط، على عكس نظام الدولة القومية الذي لا يتلاءم مع الطبيعة التكوينية لمجتمعات المنطقة.

وهذه الإدارة ليست قائمة على أساس الأمة والجغرافيا والدين الواحد، إنما على أساس الشعوب والمجتمعات المختلفة وعلى أسس الديمقراطية.

ويقول القائد أوجلان: “في نظام الإدارة الذاتية، فإنَ المهمَ هو إرادَةُ إدارَةِ المجتمعِ. فالمجتمعُ يقوم بتسهيلِ واجباتِ الدولة المركزية ويقوم بإدارة نفسه ذاتياً. لذا في الإدارةِ الذاتيةِ الديمقراطية، لا وجود لمعاداة الدولة”.

في الإدارة الذاتية تدير الشعوب والمجتمعات أمورها خارج حلقة الدولة

والإدارة الذاتية هي اسلوب إدارة تقوم فيه الشعوب والمجتمعات بإدارة أمورها خارج حلقة الدولة، وهي تختلف عن اسلوب الحكم الذاتي الممنهج الذي يعتبر نظام إداري ذاتي يتبع الحكومة المركزية ويتخذ شكلاً داخل الدولة، وليس داخل المجتمعِ، إذ أن الإدارة الذاتية تبرزُ من داخل المجتمع وتحتضنُ كلُ المجتمع وأساسها وقاعدتها هي إرادةُ ومطالبُ واحتياجاتُ المجتمعِ.

الإدارة الذاتية ظلت صامدة رغم الهجمات الداخلية والخارجية

وعلى مدار السنوات الأربع من تشكيلها، تعرضت الإدارة الذاتية لهجمات داخلية من قبل العملاء والخونة وحكومة دمشق، وخارجية من قبل دولة الاحتلال التركي وأنظمة الحداثة الرأسمالية، إلا أن صمودها وبقاء مشروعها السياسي الديمقراطي قائماً هي الرسالة الأكثر قوةٍ للمتربصين بها، وتدل على مدى إيمان شعوب المنطقة بأن هذا النموذج هو المخرج الوحيد لسوريا نحو حلٍ سياسي يضمن حقوق كافة المكونات وفق رؤية لامركزية والتي باتت غالبية أطياف المعارضة الحقيقية تؤمن بها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى