يصادف اليوم الخامس من تشرين الأول، الذكرى الثامنة، للعملية الفدائية التي نفذتها المقاتلة في وحدات حماية المرأة، آرين ميركان، خلال مقاومة كوباني بوجه هجمات مرتزقة داعش التي بدأت على المقاطعة في الخامس عشر من أيلول عام ألفين وأربعة عشر.
لم يكن يوم الخامس من تشرين الأول عام ألفين وأربعة عشر يوماً عادياً… كان مرتزقة داعش يشنون الهجمات بالآلاف على مقاطعة كوباني منذ الخامس عشر من أيلول وكانوا قد وصلوا إلى مشارف مدينة كوباني…
في ذلك اليوم، كانت تبدي وحدات حماية الشعب والمرأة مقاومة بطولية في منع المرتزقة من دخول كوباني…
المعارك كانت تدور في أكثر من 50 نقطة… أعداد قليلة من المقاتلين والمقاتلات كانوا يتصدون لآلاف المرتزقة.
ومن بين هؤلاء؛ المقاتلة آرين ميركان الاسم الحقيقي دلارا كينج التي تنحدر من قرية ميركان أو كما تُعرف باسم قرية حسي في ناحية موباتا بمقاطعة عفرين عام 1992.
التحقت آرين بصفوف حركة حرية كردستان مطلع عام 2007. ومع انطلاقة ثورة 19 تموز عادت إلى روج آفا للمشاركة في الثورة واتخذت مكانها في الصفوف الأمامية بمقاومة كوباني.
في ذلك اليوم، كان المرتزقة قد وصلوا إلى تلة مشته نور المطلة على كوباني، وكانوا يسعون بكل قوتهم للسيطرة على التلة.
آرين كانت تقود مجموعة من المقاتلات في تلك الجبهة…. وهي لا تزال تتذكر آخر حديث لاثنا عشر شهيداً في ملحمة مدرسة قرية سرزوري عندما قالوا أنهم لن يسمحوا لدبابات مرتزقة داعش أن تمر إلا على أجسادهم…
هي الأخرى عقدت العزم على أن تكون فدائية تزرع الرعب في نفوس مرتزقة داعش، وأن تكون مصدر قوة لمقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب. فتوجهت بسلاحها الكلاشينكوف وجعبتها التي تحمل القنابل صوب المرتزقة …
اشتبكت معهم وقتلت عدداً منهم، وما أن اقترب المرتزقة منها حتى نفذت عمليتها الفدائية بينهم وأوقعت العديد من القتلى في صفوفهم.
آرين أصبحت رمزاً للمرأة الكردية الشجاعة
قلب وعقل آرين ميركان كان مفعماً بالنهج الوطني وإيديولوجية تحرير المرأة، وبهذه الروح تمكنت في أحلك أيام حرب كوباني من تنفيذ عمليتها الفدائية التي انتشر صداها في كافة أصقاع العالم، لقد أصبحت آرين رمزاً للمرأة الكردية الشجاعة، ونساء الشرق الأوسط.
الشهيدة آرين ميركان بعمليتها الفدائية عززت من عزم وإصرار وحدات حماية الشعب والمرأة على دحر داعش والذي تكلل بالنصر بعد 124 يوماً من المقاومة البطولية. لتخلد اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ النضال الكردي.
المقاومة مستمرة على نهج آرين ميركان
الكرد الذين أدركوا منذ اليوم لهجمات مرتزقة داعش أنهم يتعرضون لمؤامرة هدفها القضاء على النظام الديمقراطي الذي يبنونه والذي يسير بالشعوب نحو الديمقراطية والأخوة والتعايش المشترك. اختاروا لأنفسهم طريق المقاومة فقط، واليوم يسيرون على النهج ذاته في التصدي لهجمات الاحتلال التركي المستمرة على المنطقة.
