الشهيدة فيان سوران..الشعلة التي أضاءت دروب النضال

في الثاني من شباط عام ألفين وستة، في منطقة حفتانين بجنوب كردستان أضرمت فيان صوران النار بجسدها في عملية فدائية رداً على المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان ومحاولات تصفية حزب العمال الكردستاني على يد أعداء الشعب الكردي والإنسانية لتلتحق بقافلة شهداء حرية كردستان.

في الثاني من شباط عام ألفين وستة، في منطقة حفتانين بجنوب كردستان أضرمت فيان صوران النار بجسدها في عملية فدائية رداً على المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان ومحاولات تصفية حزب العمال الكردستاني، لتوقظ باستشهادها جميع الذين كانوا في سبات عميق ولا يشعرون بما يجري حولهم من مؤامرات ومخططات تحاك في سبيل القضاء على نضال الحزب والقائد عبد الله أوجلان بأيدي أعداء الشعب الكردي والإنسانية.

ولدت الشهيدة فيان صوران “ليلى والي حسين” في مدينة السليمانية بجنوب كردستان عام ألف وتسعمئة وواحد وثمانين، والتحقت بصفوف حركة التحرر الكردستانية في العام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين في ريعان شبابها، وهي من عشيرة ” جاف ” الكردية الوطنية المعروفة في جنوب كردستان، وقد التحقت بالحركة نتيجة فكرها الحر الرافض لقمع الشعب الكردي وهيمنة السلطة الذكورية، وانتفاضاً ضد المجتمع الإقطاعي الرأسمالي

كان انخراطها في صفوف الحزب بجنوب كردستان ثورة بحد ذاته، كسرت به الحواجز الموجودة في المجتمع ووقفت في وجه المعوقات التي اعترضت طريقها من تحقيق رغبتها في الحياة الحرة ضمن حركة حرية كردستان.

عُرفت بين رفاقها ورفيقاتها بروحها المرحة التي جعلتها قريبة من الجميع، كانت جميلة ناعمة، دائماً ما تحافظ على ابتسامتها الهادئة البريئة حتى في أشد الظروف صعوبة. إلا أنها كانت صارمة ودقيقة في اختيار كلماتها وانتقاء عباراتها، تتخطى الألفاظ البسيطة في أحاديثها الشيّقة التي لا يمل المرء منها أبداً.

وقبل استشهادها كتبت الشهيدة فيان صوران رسالتها الأخيرة للقائد عبد الله أوجلان وعموم شعب كردستان، جاء فيها “لقد حان الوقت لكي أصبح رداً على مخططات ومشاريع الدول السلطوية، والذكور القمعيين، لذلك سأجعل من ليلة الخامس عشر من شباط ليلة لمعاقبتهم، وسأفجر بركان الحقد الذي يشتاط داخل قلبي”. و”لا أريد أن أعيش لأرى نظام العزلة والتعذيب في إمرالي في الخامس عشر من شباط مرة أخرى”.

لقد انضمت فيان إلى قافلة الشهداء الذين أضرموا النار في أجسادهم وشكلوا حلقة من نار حول القائد عبد الله أوجلان من أجل إحباط المؤامرة الدولية تحت شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا”.

اليوم بعد مرور ثمانية عشر عاماً على رحيلها، تركت الشهيدة فيان صوران في دروب الجبال التي جابتها شبراً بشبر أثراً كبيراً بقدر جمال روحها وشموخها وحبها لها، وأصبحت شمعة تضيء عتمة الليالي المظلمة وتبث في القلوب الدفء والأمان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى