الشهيد رستم جودي … الثوري المقاوم من أجل العدالة والحرية والمساواة

شهيد الفكر الحُر وقصف المحتل الغادر…المناضل المُحنك والقائد السياسي الذي ألهم ونظم الجماهير، عاش معها وفي أعماقها وأحسّ بها وبأوجاعها، وشرح لها بكلِّ صبرٍ وثقةٍ بالنفس كيفيّة التغلب عليها، ووضع حداً لها؛ إنَّه الشهيد رستم جودي الذي قال عنه القائد عبد الله أوجلان بأنَّه كادر ثوري صلب.

في مثل هذا اليوم العاشر من تشرين الأول عام ألفين وأحد عشر، أعلنت حركة حرية كردستان استشهاد عضو اللّجنة القياديّة في منظومة المُجتمع الكُردستاني وعضو اللَّجنة المركزيّة والمجلس العسكري لحزبِ العمال الكُردستاني رستم جودي، رفقة القياديين في اللجنة العسكرية لقوات الدفاع الشعبي جيجك كجي وعلي شير كوجكيري وأربعة كريلا آخرين، في غارة جوية للاحتلال التركي على مناطق خنيرة وخاكوركه في جنوب كردستان.

الاحتلال التركي الذي لم يستطع التغلب على الشهيد رستم جودي وجهاً لوجه استهدفه بطائراته الغادرة مثله كما يفعل اليوم في استهداف قادة الثورة في شمال وشرق سوريا، فالمكر والخديعة والغدر والخيانة تجري في عروق الفاشية التركية.

ولد رستم جودي الاسم الحقيقي رستم يوسف عثمان عام ألف وتسعمائة وخمسة وستين، في قرية “خربة دبس” بريف سريه كانيه مدينة الينابيع الكبريتية والآثار الموغلة في التاريخ “تل حلف”.

أنهى دراسته الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة في سريه كانيه، وتوجّه بعدها إلى العاصمة دمشق لدراسة العلوم الزّراعيّة حيث كان عضواَ في الحزب اليساري الكُردي.

في عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين حضر ندوة للقائد عبد الله أوجلان في دمشق، فوجد ضالته والطّريق الثوري الذي كان يبحث عنه، فانضم إلى صفوف حركة حرية كردستان وبعد دورة في أكاديمية الشَّهيد معصوم قورقماز، بدأ رحلته في النّضال والكفاح من أجل شعبه وقضيته.

انتقل فيما بعد إلى ذرى وقمم جبال كُردستان حيث قاد الكريلا في مناطق بوطان وكابار وبشيري وغيرها وفي عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين بدأ بمهام الثورة بين الكُرد المُقيمين في دولِ الاتحاد السّوفيتي السّابق.

وفي عام ألفين وثلاثة انتخب في قيادة “مؤتمر الشَّعب الكُردستاني”، حيث تصدَّى لنهج التصفية والارتداد عن مبادىء وقيم الحزب الثوريّة.

شارك الشّهيد رستم جودي في كانون الثاني ألفين واربعة في مراسم عزاء الشهيدة ميساء باقي (شيلان كوباني) أحد مؤسسي حزب الاتحاد الديمقراطي ورفاقها الذين اغتيلوا في الموصل العراقية جراء مؤامرةٍ للقوى المعادية للشعب الكُردي، وألقى كلمةً شحنت النفوس بالأمل والعزيمة، فكان الإصرار على مواصلةِ النضال كبيراً.

وانتقاماً لاستشهاد القائد رستم جودي ورفاقه، نفذ مقاتلو ومقاتلات الكريلا عمليةٍ كبيرةٍ في التاسع عشر من تشرين الأول عام ألفين وأحد عشر تكبَّد فيها الاحتلال التركي خسائر جسيمة في العتاد والأرواح.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى