العلاقات بين السلطات السورية والتركية لم تكن طبيعية بسبب سلخ الأخيرة لواء اسكندون وقطع المياه وعضوية تركيا في حلف الناتو

يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لجمع بشار الأسد وزعيم الفاشية التركية أردوغان معاً على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون المزمع عقده في أوزبكستان منتصف ايلول المقبل. فكيف كانت العلاقات السورية التركية عبر التاريخ وماذا فعل أردوغان في سوريا، وما هي تداعيات هذا التقارب على الشعب السوري؟

بدأت العلاقات السورية التركية باحتلال العثمانيين لسوريا عام 1516، وعلى مدى 400 عام عاش السوريون التخلف والجهل والفقر. وما أن بدأت الثورة ضج العثمانيين حتى علقوا المشانق لعشرات الوطنيين السوريين في 6 أيار عام 1916 بتهمة الخيانة.

ومنذ انتهاء حكم العثمانيين عام 1918 وحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي، عاشت العلاقات مرحلة من التوتر وخلافاتٍ تركزت حول سلب لواء اسكندرون وقطع مياه الأنهار، وعلاقات تركيا بإسرائيل وعضويتها في حلف الناتو ومعاداتها لسوريا في هذا الإطار.

السلطات التركية وقع اتفاقات مع السلطات السورية ظاهرها حول المياه وأساسها أمني سياسي يستهدف الكرد

بعد بدء الكرد بالكفاح الثوري المسلح عام 1984، سعى الاحتلال إلى عقد اتفاقيات أمنية مع الجانب السوري، مستخدماً المياه كواجهة، ووقع اتفاقية 1987 التي تضمنت ملحقا أمنياً ينص على معاداة الكرد، تبعه اتفاق أمني آخر عام 1992 بعد قطع مياه الفرات لملء سد أتاتورك عام 1990 ولكن الاحتلال لم يتلتزم بوعوده لدمشق واستمر بقطع المياه في زمن حكومة تانسو تشيلر.

تخلت السلطات السورية عن لواء اسكندرون ودخلت في حلف مع الاحتلال التركي لقتل الكرد عبر اتفاقية أضنة

في السنوات الأخيرة من حكمه أراد حافظ الأسد أن يسلم الحكم لنجله بشار الأسد دون مشاكل مع دول الجوار، فوقع اتفاقية أضنة عام 1998 مع الاحتلال التركي وبموجبها تخلت دمشق عن لواء اسكندرون، وبدأت بمشاركة الاحتلال في معاداة الكرد عبر إعلانهم إرهابيين والسماح للاحتلال بقتلهم ضمن مسافة 5 كم داخل الأراضي السورية.

حلف الناتو يتغلغل في المجتمع السوري ويمهد لتفتيته وتمزيقه

بشار الأسد الذي كان حديث العهد بالسياسة غرته تصريحات أردوغان عن الأخوة والإسلام، ففتح أبواب سوريا للاحتلال التركي، دون أن يدرك أنه يفتح بذلك الباب لحلف الناتو الساعي وراء مشروع الشرق الأوسط الكبير لتفتيت المنطقة. فبدأ الاحتلال بالتغلغل في المجتمع السوري وأنشأ شبكات مرتبطة به بدأت بالتحرك مع بداية الأزمة عام 2011 لتكتشف دمشق كم أنها كانت مخطئة باعتقادها أن عدو الأمس يمكن أن يصبح حليف اليوم.

تركيا تدعم الإرهاب بالمال والسلاح لإسقاط حكومة دمشق

الاحتلال التركي فتح أبوأبه أمام إرهابيي العالم ودرّبهم ومدّهم بالسلاح والمال لإسقاط حكومة دمشق، ولكن مع الدعم الإيراني والروسي فشلت مخططات أردوغان الذي أكتشف أن حلمه بأن يصبح سلطاناً سيظل حلماً، فعاد إلى سياسة أجداده المبنية على إبادة الكرد.

الفاشي أردوغان يستدير مجدداً نحو دمشق فهل استفادت الأخيرة من دروس الأزمة أم أنها ستقع في الحفرة مرة أخرى

ها هو زعيم الفاشية التركية أردوغان يستدير مجدداً نحو دمشق للتطبيع معها مجدداً من أجل القضاء على الكرد ليضمن بقاءه على عرش السلطانية في تركيا.

فهل سيجتمع الطرفان مجدداً على معاداة الكرد وكأن شيئاً لم يكن، أم أن دمشق قد استفادت من الدرس واستخلصت العبر ولن تنجر مرة أخرى وراء مطامع الفاشي أردوغان؟

  • ماذا قال زعيم الفاشية التركية أردوغان عن بشار الأسد منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011:
  1. 2011: تستطيع البقاء في السلطة بالدبابات والمدافع فقط لفترة معينة ليس إلا، وسيأتي اليوم الذي سترحل فيه
  2. 2012: بشار الأسد بات ميتاً سياسياً .. بشار الأسد طاغية قتل 50 ألفاً من شعبه وعليه الرحيل
  3. 2013: متأكد من أن بشار الأسد سيرحل عاجلاً كان أم آجلاً … أي تدخل عسكري ضد النظام السوري يجب أن يهدف إلى إسقاط بشار الأسد
  4. 2014: أن رحيل بشار الأسد ستظل أولوية لتركيا .. لا يمكننا ترك مصير اللاجئين السوريين بأيدي الأسد المجرم الذي يمارس إرهاب الدولة
  5. 2015: لا يمكن للأسد أن يضطلع بأي دور في مستقبل سوريا
  6. 2016: لا بد من محاسبة بشار الأسد أمام القضاء الدولي.. سوريا تشهد ممارسة إرهاب الدولة، ويوجد مجرم على رأس هذا العمل… تدخلنا بسوريا لإنهاء حكم الأسد الوحشي
  7. 2017: الأسد قطعاً إرهابي نفذ إرهاب الدولة… كيف يمكننا أن نتطلع إلى المستقبل مع رئيس سوري قتل قرابة مليون من مواطنيه
  8. 2018: في أي شأن سنتحدث مع قاتل تسبب بموت مليون سوري… لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يظل في السلطة
  9. 2019: لن نخرج من سوريا قبل انسحاب الدول الأخرى.. الهدف الوحيد لتركيا هو محاربة جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب
  10. 2020: النظام السوري والقوات الروسية التي تدعمه تهاجم المدنيين باستمرار وترتكب مجازر
  11. 2021: أردوغان متعهداً اللاجئين السوريين: ما دمنا في السلطة بهذا البلد فلن نلقي بعباد الله الذين لجؤوا إلينا في أحضان القتلة
  12. 2022: إن الرئيس السوري بشار الأسد ما كان ليصمد دون دعم روسيا
  13. 19 آب 2022: هدفنا ليس الانتصار على نظام الرئيس السوري بشار الأسد… يجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى