النظام التركي متردد وحائر في أمره ويتخبط بسبب نتائج الحرب الأوكرانية عليه

بعد أكثر من أسبوع على بدأ الحرب الروسية الأوكرانية لم يتمكن النظام التركي تحديد موقفه من الحرب بسبب عضويته في حلف الناتو وصفقاته المشبوهة مع روسيا، لذلك يتخبط ويرى أن تداعيات هذه الحرب ستنعكس بشكل كبير على الداخل التركي، خاصة مع نشاط المعارضة التركية وضعف موقف التحالف الفاشي الحاكم في أنقرة، لذا قد يلجأ النظام التركي إلى تنفيذ هجمات عدائية في الخارج لإنقاذ نفسه.

ما يزال النظام التركي حائراً في موقفه حيال الحرب الروسية الأوكرانية، ولم يحسم موقفه بعد فتركيا من جهة عضو في حلف الناتو ومن المفترض أنها تقف إلى جانب الناتو الداعم لأوكرانيا ومن جهة أخرى منخرطة في صفقات كثيرة مع روسيا في عدة مناطق الأمر الذي يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على إزعاج روسيا.

وبعد أكثر من أسبوع من الحرب في أوكرانيا ليس لأنقرة موقف واضح علماً أنها سبق وأن أرسلت طائرات مسيرة إلى أوكرانيا وشاركت في التصدي للهجمات الروسية ودبلوماسياً أيضاً ترفض الهجوم الروسي، لكنها لم تجرؤ حتى الآن لإغضاب موسكو.

تركيا من أكبر الخاسرين من الحرب الأوكرانية بسبب سياسات أردوغان الفاشلة

ويرى مراقبون أن تركيا ستكون من بين الأطراف الأكثر خسارة في هذه الحرب لأن موقفها سيتناقض حتماً مع موقف أحد أطراف الصراع والذي سينعكس على تركيا بشكل مباشر، فإذا وقف إلى جانب الناتو قد يؤثر ذلك على مصالح تركيا في ليبيا وسوريا وغيرها من المناطق وإذا وقف إلى جانب روسيا ستتوسع هوة الخلافات بينها وبين الناتو وفي كلتا الحالتين تركيا خاسرة.

حتى فيما يتعلق بموضوع إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل لم تتمكن تركيا من اتخاذ موقف حازم ضد روسيا بالرغم من طلب الرئيس الأوكراني من رئيس النظام التركي بإغلاقهما أمام السفن الحربية الروسية بموجب اتفاقية مونترو، ووردت أنباء بأن تركيا أغلقت المضيقين ولكن بعد أن أدخلت روسيا أكثر من ستة قطع الى البحر الأسود منها غواصات تعمل بالوقود النووي.

ويفسر مراقبون هذا التخبط التركي في الأزمة الأوكرانية بأن أردوغان يرغب في يفسر بسعي النظام التركي أن يتمسك بعلاقته مع واشنطن وحلف الناتو دون أن يزعج روسيا أيضاً وربما لن تنجح تركيا في ذلك.

تبعات الحرب الأوكرانية قد تؤدي إلى انهيار التحالف الفاشي الحاكم في تركيا

ويرى محللون أن الموقف التركي من الحرب الأوكرانية سيؤثر بشكل كبير على الداخل التركي وعلى تحديد نظام الحكم القادم في تركيا، لأن أنقرة ستتأثر بالحرب الأوكرانية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وستتعرض لضغوط من قبل جميع الأطراف ما قد يؤدي إلى سقوط نظام العدالة والتنمية، خاصة أن المعارضة التركية تحضر نفسها للانتخابات المقبلة وكان هناك اتفاق بين ستة أحزاب معارضة، بالإضافة إلى النشاط الكبير لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يعتبر بيضة القبان في الانتخابات.

قد يلجأ النظام التركي إلى تنفيذ عدوان خارجي لمحاولة إنقاذ نفسه وإطالة عمره

لذا يشعر نظام العدالة والتنمية بالخوف والهلع خشية سقوط حكمه ويعمل الآن على اتخاذ التدابير من خلال تمكين سلطته وربما يقدم على خطوات عدائية مثل الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا أو محاولة افشال مساعي الحل السياسي في ليبيا، بهدف الخروج من أزمته الداخلية، وإطالة عمره، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يجري لقاءات مع المسؤولين القطريين والعراقيين والإسرائيليين ومسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني لتنفيذ مخططاته.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى