النيجر..ساحة جديدة للصراع العالمي بين دول وتحالفات عدة

​​​​​​​تؤثر الأحداث المتسارعة في النيجر عقب إطاحة الرئيس محمد بازوم، بشكل عميق على المصالح الأجنبية داخل البلد الإفريقي، وفيما يواجه النفوذ الأميركي والغربي عموماً تهديدات مباشرة، يتوقع مراقبون أن يتصاعد النفوذ الصيني والروسي بشكل غير مسبوق.

تعد النيجر حالةً متفردة في “موسوعة الانقلابات الأفريقية”، لا سيما مع ما حدث مؤخراً في دول الساحل وغرب افريقيا، مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وحتى الآن تتعدد السيناريوهات الخاصة بالصراع المتنامي في النيجر، خاصة مع فشل محاولات التدخل العسكري لنزع فتيل الأزمة على مدار الأيام الماضية.

في الصدد، لا يرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور سمير أيوب، أي دور مؤثر للولايات المتحدة الأميركية في الأحداث الجارية في النيجر، وأكد أن واشنطن قد تستثمر في هذا الوضع وتؤثرعلى الدول المجاورة للنيجر واستخدام قدراتها المالية وتأثيرها على الساحة الدولية من أجل لعب هذا الدور.

سمير أيوب: للولايات المتحدة مطامع بالتوسع في القارة السمراء

وأوضح أنّ بإمكان الولايات المتحدة أن تستثمر في هذا الوضع ضد فرنسا، وإن كانتا تتشاركان في أنهما ضد الوجود الروسي والصيني في القارة الأفريقية، مشيراً أن للولايات المتحدة مطامع بالتوسع في القارة السمراء، وقد يكون ذلك على حساب فرنسا.

وفيما يخص مجموعة فاغنر، فيقول الدكتور أيوب، إنها ستلعب دوراً مهماً في الأحداث الجارية في النيجر، خاصة أن لها تأثيراً كبيراً في الدول المجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو، لذلك قد يكون دورها لصالح روسيا والحفاظ على مصالحها، ونسج علاقات بين القادة الجدد في النيجر وموسكو.

أما بالنسبة للصين، يؤكد الدكتور سمير أيوب، أنها قد تساعد مجموعات فاغنر من أجل المحافظة على الاستقرار في النيجر، وهنا قد يقع الصدام بين الصين وروسيا من جهة، وبين أميركا وفرنسا من جهة أخرى.

وأوضح أن واشنطن لا ترغب أن تتوسع فاغنر، لذلك ستحاول الضغط عليها ومحاصرتها، وقد يكون ذلك عبر عقوبات مالية تُفرض على مسؤوليها وقادتها في أفريقيا، وقد تذهب نحو دعم منظمات إرهابية لمواجهتها، كما حصل في مالي.

وفي ختام حديثه يقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور سمير أيوب: إن أفريقيا أصبحت ساحة للصراع العام الذي يجري بين روسيا والصين من جهة، وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى على الساحة العالمية.

مبيّناً أن ما يجري في أوكرانيا جزء من هذا الصراع، وعدم الاستقرار ومحاولة تأجيج الأوضاع في سوريا عبر المجموعات الإرهابية أيضاً، وما يحدث اليوم في أفريقيا هو جزء من هذا الصراع، وهذه ساحة جديدة يمكن أن تتطور إلى صراع داخلي أو صراع إقليمي، بين الدول الإفريقية ذاتها.

بعد احتجازه في قصره..عسكريون يعلنون عزل رئيس النيجر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى