الهجمات على عفرين..مشهد لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية

في العشرين من عام ألفين وثمانية عشر، شنت دولة الاحتلال التركي عدواناً على مدينة عفرين بتواطؤ دولي، واحتلتها بعد أن قدم سكانها مقاومة لا مثيل لها على مدار ثمانية وخمسين يوماً، واليوم يواصل المهجرون قسراً مقاومتهم في الشهباء على مقربة من عفرين المحتلة، فيما يعتبر كل سكان شمال وشرق سوريا أن تحرير عفرين أولوية كما بقية المناطق السورية المحتلة الأخرى.

في الساعة الرابعة واثنتين وعشرين دقيقة من عصر يوم السبت، العشرين من كانون الثاني عام ألفين وثمانية عشر، تحولت سماء عفرين إلى مضمار تتسابق فيه طائرات الاحتلال التركي الحربية، إذ شنت اثنتان وسبعون طائرة في وقت واحد قصفاً على منطقة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة آلاف وثمانمئة وخمسين كيلومتراً مربعاً، في مشهد لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

مجازر وجرائم حرب وتدمير لكل مكان

ومنذ اليوم الأول لهجماتها، ارتكبت دولة الاحتلال المجازر بحق المدنيين عبر قصف القرى والأحياء، كما استهدفت كل شيء منتهكةً القوانين الدولية، فطال القصف المشافي والمدارس والجوامع والمواقع الأثرية المصنفة على لائحة اليونسكو للتراث الإنساني.

ووصل عدد الشهداء المدنيين خلال ثمانية وخمسين يوماً من هجمات الاحتلال إلى مئتين وسبعة وخمسين، هم خمسة وأربعون طفلا وستّ وثلاثون امرأة و مئة وستة وسبعون رجلاً، إلى جانب إصابة سبعمئة واثنين وأربعين مدنياً منهم مئة وثلاثة عشر طفلا، مئة وثلاث عشرة امرأة وخمسمئة وستة عشر رجلا.

مقاومة شعبية

منذ الساعة الأولى لشن الهجمات، نظم أهالي عفرين أنفسهم على الفور لمواجهتها، وشارك الجميع في المقاومة دون استثناء، لذلك أطلق على هذه المقاومة اسم “مقاومة العصر” التي استمرت على مدار ثمانية وخمسين يوماً.

محطات نضالية

إن مقاومة عفرين كانت مليئة بالمحطات النضالية والملاحم التي كان روادها القيادي في وحدات حماية الشعب كاركر إيريش، والمقاتلة في وحدات مكافحة الإرهاب آفيستا خابور، وبارين كوباني التي مثّل الاحتلال بجثمانها بعد استشهادها في جريمة يندى لها جبين البشرية، وكذلك المقاتل آيلان كوباني ومئات المقاتلين والمقاتلات الآخرين.

المرحلة الثانية من مقاومة العصر

شعب عفرين لطالما عرف بمقاومته، فلم تستطع طائرات ودبابات الاحتلال النيل من عزيمته، حتى ولو خسر الجغرافية، وسجل في التاريخ بأحرف من ذهب كيف أنه قاتل بوجه ثاني أكبر قوة في حلف الناتو ولمدة ثمانية وخمسين يوماً باستخدام الأسلحة الفردية، ولذلك توجه المهجرون قسراً إلى الشهباء مختارين البقاء بالقرب من عفرين، في رسالة تأكيد على أن مقاومتهم بوجه المحتل ما تزال مستمرة، لذا أطلقوا المرحلة الثانية من مقاومة العصر.

ويقاوم أهالي عفرين منذ ست سنوات في الشهباء، رغم تعرض المنطقة لهجمات الاحتلال من جهة وفرض حكومة دمشق الحصار الخانق عليها من جهة أخرى.

تحرير عفرين أولوية

ويبقى تحرير عفرين من الاحتلال التركي من أولويات قوات سوريا الديمقراطية وملفاً رئيسياً يتداوله مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية في المحافل الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى