انتشار الأمراض نتيجة التلوث الناجم عن حبس الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات

مع حلول فصل الصيف، بدأت الأمراض الناجمة عن التلوث نتيجة حبس دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات بالانتشار على نحو واسع، ما ينذر بمخاطر كبيرة تهدد آلاف السوريين الذين يعتمدون على مياه النهر كمصدر للشرب.

مع حبس دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، انخفضت نسبة المياه في النهر، ما أدى إلى تحوله إلى مستنقعات، وازدياد التلوث فيه، وهو ما انعكس سلباً على صحة سكان المناطق المجاورة لسرير النهر.

وتستقبل المراكز الصحية بشكل يومي مئات الحالات المرضية الناجمة عن التلوث المائي، ومنه المركز الصحي بناحية القناية الواقعة على بعد 30 كيلو متراً غرب مدينة كوباني الذي يستقبل بشكل يومي 6 إلى 8 حالات تسمم مائي نتيجة تلوث مياه النهر.

الدكتور عمر فياض أحمد، مدير المركز الصحي في ناحية القناية، أوضح أن حبس الاحتلال التركي لمياه الفرات أثر بشكل كبير على سكان المنطقة والزراعة, مشيراً إلى أن معظم الحالات التي ترد إليهم هي نتيجة التلوث المائي، وتعاني من التقيؤ والإسهال، وفي العام الماضي حدثت حالات كوليرا أيضاً.

ونصح الدكتور عمر فياض، الأهالي بوضع حبوب التعقيم في خزانات المياه بعد تعبئتها من مياه النهر، وإن لم يستطيعوا فعل ذلك فالأفضل على أقل تقدير غلي المياه للقضاء على التلوث فيها.

وانخفاض الوارد المائي عبر النهر له تأثير على توليد الكهرباء وانخفاض ساعات إمداد المنطقة بها، وهذا يؤدي بحسب الدكتور فياض إلى فساد الأطعمة في البرادات وبالتالي حدوث تسمم غذائي، مشدداً على الأهالي عدم تخزين الأطعمة.

بدوره كشف الناطق باسم لجنة الصحة في مقاطعة كوباني، علاء الدين كنو عطو، عن رصد 391 حالة تسمم مائي في شهر أيار المنصرم، معظمها في المناطق المجاورة لضفاف نهر الفرات كناحية صرين والقناية؛ مشيراً أنه تم رصد 719 حالة تسمم مائي في شهر نيسان الفائت، والأوضاع تزداد سوءاً مع إقبال فصل الصيف.

وفي صيف 2022، انتشر مرض الكوليرا في عدّة مناطق في شمال وشرق سوريا؛ نتيجة التلوث الكبير في مجرى نهر الفرات، وقد سجلت العشرات من حالات الإصابة بالمرض.

وأكد حينها منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا، أن مصدر العدوى مرتبط بشرب مياه غير آمنة مصدرها نهر الفرات وسقاية المحاصيل بالمياه الملوثة.

وأمام استمرار دولة الاحتلال التركي في حبس مياه الفرات دون اكتراث لما يسببه ذلك من معاناة للسوريين، يترقب الجميع ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة مع إقبال فصل الصيف الذي يشهد عادة ارتفاع درجات الحرارة بمستويات عالية، ما سيؤدي إلى انتشار أكبر وأوسع للأمراض الناجمة عن تلوث المياه.

منظمة تآزر السورية تبحث في بروكسل خطورة قطع الاحتلال التركي المياه عن المنطقة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى