بريت ماكغورك: تم استهدف البغدادي في منطقة فيها عشرات المواقع العسكرية التركية

نوه المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي لمناهضة داعش بريت ماكغورك إلى أن البغدادي تم استهدافه على بعد بضعة أميال فقط من الحدود التركية، الأمر الذي يعني أن إدلب باتت أكبر ملاذ للإرهابيين في العالم، كما وإن فرع القاعدة في المدينة يتمتع بعلاقات تكافلية مع المرتزقة المدعومين من تركيا.
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقالًا للمبعوث الأمريكي السابق في التحالف الدولي لمناهضة داعش، بريت ماكغورك تحدث فيه عن الانجاز الكبير الذي حصل بمقتل زعيم مرتزقة داعش أبو بكر البغدادي، واصفاً خبر مقتله بالسار لجميع دول العالم.
وأشار ماكغورك في مقاله إلى الاحترافية العالية للقوات الخاصة الأمريكية في العملية التي تمت في عمق شمال غرب سوريا، والتي لم تكن لتحصل لولا التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت إلى أنه من المؤكد أن مقتل البغدادي سيؤدي إلى نهوض خلايا داعش النائمة، لكن الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا سيجعل من الصعب التعامل مع هذا الوضع.
ويشير المقال إلى أن استهداف البغدادي لم يكن في شمال شرق سوريا أو في الأراضي العراقية بل تم استهدافه في شمال غرب سوريا، وعلى بعد بضعة أميال فقط من الحدود التركية، في محافظة إدلب، التي يوجد فيها أكثر من أربعين ألف مرتزق أجنبي معظمهم جاؤوا عبر تركيا، ناهيك عن عشرات المواقع العسكرية التركية منذ أوائل عام ألفين وثمانية عشر.
وينوه ماكغورك الى أن إدلب إلى حد كبير يسيطر عليها فرع تابع للقاعدة، والذي كان مضيافاً جداً لزعيم داعش البغدادي، وهذا الفرع يتمتع بعلاقات تكافلية مع المرتزقة المدعومين من تركيا.
ويؤكد ماكغورك أن قدرتهم في الحصول على المعلومات في هذه المناطق لن تعتمد على تركيا بل على الحلفاء الآخرين وخاصة قوات سوريا الديمقراطية، وهذا ما أكده ترامب بأن المعلومات الموثوقة التي أدت إلى البغدادي جاءت من تلك القوات، كما هو الحال بالنسبة لجميع العمليات المماثلة تقريباً التي تستهدف قادة داعش في سوريا.
ويستطرد ماكغورك، كل هذا يوضح لماذا كان قرار إخلاء المواقع الثابتة والسماح لتركيا بمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية من قبل القوات المتطرفة التي تدعمها تركيا خطأً استراتيجيا كبيرا.
ويختم المبعوث الأمريكي مقاله بالقول: إن مقتل البغدادي قد يقلل من جاذبية داعش للمتطرفين، لكن على أرض الواقع في سوريا – حيث يخطط داعش لمستقبله – أصبح من الصعب الآن تعزيز هذا الإنجاز، لقد تخلت القوات الأمريكية بالفعل عن المناطق المأهولة بالسكان، واضطرت قوات سوريا الديمقراطية إلى اللجوء إلى روسيا كشريك جديد لها في المدن التي كانت تتمتع فيها الولايات المتحدة قبل شهر واحد فقط بالدعم المحلي والوصول والاستخبارات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى